فكثير من النتاجات القصصية العربية القديمة يمكن تصنيفها ضمن أدب الخيال العلمي , ومنها حي بن يقظان لابن الطفيل والمدينة الفاضلة للفارابي , بل نجد في مقامات الهمذاني قصصا يمكن أن تندرج تحت هذا النوع من الأدب , ناهيك عن رسالة الغفران للمعري , وفي الوقت ذاته نفرق بين القصص الخيالية النابعة من البيئة العربية وبين الأساطير التي اقتبست من آداب الأمم الشرقية مثل ألف ليلة وليلة وكليلة ودمنة , ونسبت إلى الخيال العربي.
ومن المهم الإشارة إلى فارق كبير بين نتاجات المؤلفين العرب ونتاجات المؤلفين الأوروبيين الذين سرقوا محاور قصصهم من الأدباء العرب , فالكتابات العربية كانت ذات مواصفات أرقى من مثيلاتها في الغرب , حيث يتسم الخيال القصصي العربي بالإنسانية , في مقابل فردانية وأنانية النتاج الأدبي الأوروبي , ويلاحظ هذا الفرق واضحا عندما نقارن بين الارتقاء الإنساني عند حي بن يقظان وبين الأنانية عند روبنسون كروزو أو المغامرات الفردية لطرزان .
كما لا نذكر ريادة العرب من قبيل التفاخر, بل لإعادة الحق إلى أهله , وليس أيضا الإغراق بماض سلف بل لنتوجه بأدب الخيال العربي إلى المستقبل منطلقين من خصوصيتنا العربية , وربما المثال الأوضح على هذا التوجه الرواية الأخيرة للدكتور طالب عمران ( مزون ), فهو يؤكد في روايته وحدة الماضي والحاضر والمستقبل ملحمة , ومزون رواية تزاوج ما بين الحضارات القديمة في الشام وشبه الجزيرة العربية , وهي امرأة تحمل إرث الماضي وألق الحاضر والقدرة على النفوذ إلى المستقبل من خلال بطل الرواية الأستاذ جامعي حيث مزون جدته عنوان التغيير في حياته وفي حياة الجيل الذي ينتمي إليه .