فلم تكتفِ واشنطن بقواعدها العسكرية في منطقة الخليج العربي والتي كان لها اليد الطولى في كل الحروب التي حدثت هناك على مدى العقود الثلاثة الماضية، ولم تكتفِ أيضاً بقواعدها المنتشرة في أفغانستان وباكستان وتلك التي فرضتها على الشعب العراقي من خلال الاتفاقية الأمنية الشهيرة التي وقعتها منذ سنوات، وتلك المنتشرة في أعالي البحار وأسفلها وفي أعماق المحيطات وعلى سطحها, بل إنها راحت تبحث عن مواطن جديدة لهافي كل بلد سعت إلى إحداث الفتنة والخراب فيه.
فرغم أن دول إفريقيا تغص بآلاف الجنود من المارينز الذين يتدخلون هنا وهناك وآخرها بدأت تلوح في أفق جنوب السودان فإن إدارة أوباما وسعت من تواجدها العسكري في منطقة المغرب العربي لتحكم السيطرة عليه وعلى أواسط القارة الإفريقية الغنية بالمعادن والثروات الهائلة.
وماسربته وسائل الإعلام من وجود ضباط أميركيين في الأراضي التونسية يقومون بمهام الاستطلاع والتحرك باتجاه ليبيا والجزائر بالتعاون مع السي آي ايه ومن خلال استخدام طيارات دون طيار لرصد كل شاردة وواردة هناك باسم مكافحة الإرهاب هو أول الرقص لأن (الحنجلة) سيتبعها رقص منظم حسب المخطط يطال دولاً عديدة من شمال إفريقيا إلى جنوبها مروراً بوسطها التي تشهد هذه الأيام أزمات عديدة.
كل ذلك يجري وكأن أميركا لاتريد أن تعترف أن دورها ومكانتها وأحاديتها القطبية بدأت بالأفول وأن «الحنجلة» التي تمارسها اليوم كانت مفيدة وصالحة في الماضي ولم تعد صالحة للاستهلاك في العهد العالمي الجديد!.