والمناطق.. يفتقدون إلى (الإحساس) بالناس... وبالمصلحة العامة.. وبالمحصلة بالوطن.. المنطلق هو غياب إحساسهم بعملهم وبالمسؤولية الملقاة على عاتقهم !! وغياب هذا الإحساس ينعكس سلباً على الوطن والمواطن... فمن يعمل دون (إحساس) لا يبادر.. ولا يبدع.. ولا يعطي.. إنما يسيء لنفسه ولعمله وللآخرين!.
طبعاً هناك عدة أسباب أدت وتؤدي إلى وجود أشخاص (عديمي الإحساس) منها ما يتعلق بتربيتهم البيتية.. وبمكوناتهم الشخصية.. ومنها ما يتعلق بواقعنا الوظيفي والإداري وغياب مبدأ الثواب والعقاب على أسس موضوعية.. ومنها ما يتعلق بغياب (الإحساس) عند رؤسائهم الإداريين المعنيين بمتابعتهم.. ومساءلتهم.. (إذا كان رب البيت بالطبل ضارباً فشيمة أهل البيت كلهم الرقص)!!
والأمثلة على هذا (الغياب) لا تعد ولا تحصى.. نلمسها.. ويلمسها مواطننا..ويعاني منها في معظم مؤسساتنا ودوائرنا وشركاتنا العامة.. وهذه الأمثلة تتبدى في مظاهر عديدة.. منها: التنفيذ السيىء في المشاريع.. والتأخير الكبير غير المبرر في تصديق العقود وفي تنفيذها ووضعها في الاستثمار.. والهدر في الوقت والمال العام.. والتسويف في إنجاز معاملات المواطنين (راجعنا بكرا.. ماني فاضي.. المعاملة ناقصة.. مئة أم تبكي ولا أمي تبكي..إلخ).. واستمرار تنفيذ السكن المخالف والعشوائي أمام أعين مسؤولي البلديات وغياب اللمسات الجمالية في معظم الأبنية الحديثة داخل مدننا.. وتفاقم الفوضى المرورية.. ومنح إجازات سوق خاصة أو عامة لمن لا يستحقها.. وسوء النظافة في الشوارع والأحياء.. وبقاء الحفريات لمدة طويلة دون تسوية أو تزفيت..إلخ.. إلخ.. إلخ!!
معالجة هذا الواقع ليست مستحيلة.. وليست صعبة جداً وشرطها الأساسي توفر الإرادة الصادقة عند أصحاب القرار.. وتوفر (الإحساس العملي) لديه بضرورة وضع الرجل المناسب في المكان المناسب.
althawra.tr@mail.sy
">
althawra.tr@mail.sy