| الدولة.. الضريح معاً على الطريق حيث عم لون الدخان ليرتفع الى الازرق الباهت في الاعلى مع ارزة غائمة كتب علىها لن ننسى. تساءلت وانا اقود السيارة واتابع تشكيل الاعلان وكثافته على الطريق الساحلية المؤدية الى بيروت عن سبب ومناسبة وضعه في وقت تتكاثر فيه الغيوم فوق المتشاورين, ونحن على مبعدة من الذكرى الثانية لاغتيال الحريري, وما من جواب لدي سوى انهم يريدون استحضار المغدور لغاية في نفس 14 شباطه. فرط التشاور كما توقعنا رغم كلام جنبلاط عن تراجع محور بولتون غوردومونتان ورغم دخول سعد الحريري على خلوة بري محمد رعد وقوله: مرروا المحكمة الدولية وخذوا ثلثي الوزارة وسبب الانفراط يجب ان يسأل عنه فيلتمان لكنني مازلت على قناعة بأن زغالىل شباط كانوا يحاولون المناورة وكسب الوقت وتمرير مايخبئونه على الاذاريين حيث هبطت مسودة المحكمة الدولية بمظلة بيدرسون على الدولة واستعجل السنيورة جلسة اقرارها فما من داع للتمحيص, مادام قد قرأها مسبقا وتشاور بها مع خلاته في واشنطن وباريس, ونتع شيراك ذقنه ليقنع بوتين بها. طبعاً وبدون تلميح الى ذكاء امين الجميل الاسطوري الذي يحاول ايهامنا بانه مثل جلجامش رأى كل شيء وحسب لكل خطورة حسابها, لم يكن يظن الكثيرون ان وزراء امل وحزب الله سوف يتركون الحكومة تصفر في وادي السلوقي من غير ان تسمع صدى, اللهم الا من قريطم والالىزية والبيت الابيض. لم يكن الباحثون عن الحيقية يحتاجون الى تمرير مسودة المحكمة الدولية بطريقة اشكالىة سيتنازع فيها رجال القانون, وبغياب قوى لايستطيع الاعمى تجاهلها, والا لماذا احتاج فؤاد السنيورة بعد جلسة مجلس الوزراء المسلوقة وبغياب طائفة كاملة نفخت طبل الميثاق الطائفي اللبناني, الى ان يتحف اللبنانيين ببلاغته وحبه للمستقيلين مدعماً بسيولة غازي العريضي وشغفه البكر بزملائه ومستندا الى حجج قانونجي البلاط وزير التربية خالد قباني, تاركا لوزير العدل شارل رزق مديح سعد الحريري ووليد جنبلاط لانه ادى قسطه الى العلى وذهب مع الريح.. لنعد الى الاعلان ومعانبه , فما ان وصلت المسودة حتى اخذها الحريري الابن محاطاً بالكاميرات ووضعها على ضريح والده, وكانها باقة ورد او كتاب شريف فلو كانت مبيضة اين كان سيضعها? كما ان السنيورة لم يغفل النزول الى الضريح بعد اقرار المسودة في الجلسة اياها, وقبل ايام سبقهم جنبلاط لاستذكار الود والفقدان. الاعلان دعوة صريحة لشارع معين, واستحضار لجثمان الرجل الذي بسببه وصل هؤلاء الى الاكثرية .. الخلبية, وتذكروا معنا ان جثمان جبران تويني صنع مشكلة سياسية ومرر طلب المحكمة الدولية, وهذه المرة لم يتوفر للاكثرية انفجار وجثمان فاستحضروا الشهيد .. اعلاناَ وضريحاً. تحت خيمة الضريح يحاولون دفن الدولة والمثياق وما من مانع لديهم ان يصرخوا اللهم اني .. شاهدة. الايام ستتوالى والآتي .. أعزم .. لان (الظاء) تجافي حنك نايلة معود مثل (الضاد) ghassanshami@gmail.com ">العربية... ghassanshami@gmail.com
|
|