تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


ليتكم !!

معاً على الطريق
الثلاثاء 7-1-2014
خالد الأشهب

مئة فلكي وعراف أو قارىء كف أو فنجان أو مشعوذ أو مخبر أو نصاب أو مغفل وأكثر، توالوا على شاشات الفضائيات العربية أواخر أيام العام الماضي وأوائل أيام العام الجديد،

كل منهم أدلى بدلوه في ما يراه هو وما لا يراه الآخرون من أحداث ومفاجآت العام الجديد ويومياته، وكل منهم أصاب هنا وخاب هناك في ما سبق أن رآه العام الفائت. بعضهم يدعي الإلهام كما الأنبياء والصالحين.. ولم لا إذا كان ثمة من يصدق، وبعضهم الثاني يدعي السرية والغموض في ما يرى ويقرأ كما لو أنه مخبر حديث العهد في أعمال الاستخبارات، وبعضهم الثالث يدعي العلم والقواعد الفلكية ورصد حركة النجوم والكواكب كما لو أنه غاليلو أو خريج وكالة ناسا الفضائية!‏

لا علينا، المهم أن كلاً منهم وجد طريقته لإقناع هذا البعض منا أو ذاك، إنه قارىء ناجح للغيب وإنه نصف آلهة أو نصف نبي ورسول على الأقل.. رغم تواضع ثقافة جلهم ومعارفه، ورغم أن جل الجل هذا لا يجيد.. حتى قراءة ما كتبه بقلمه.‏

الطامة ليست في هؤلاء ولا في من يصدقهم أو يسخر منهم من مستمعيهم ومشاهديهم، ولا هي في ما يقرؤونه ويتوقعون حدوثه، بل هي في نظرائهم من بعض «المثقفين» السوريين، الذين ساقوا وانساقوا في حكاية «الثورة» وملحقاتها بدءاً بالديمقراطية وصناديقها وصولاً إلى الدولة المدنية المدينية الراقية ومروراً بالتعددية والغنى الثقافي.. حتى صدقوا أنفسهم قبل أن يصدقهم الآخرون من السوريين، وقبل أن يتصدق عليهم الغرباء من عرب وعجم بإقامة في عاصمة هنا أو بتذكرة طائرة وفندق هناك أو بمصروف جيب دسم.. قبل وبعد التئامهم في مجلس أو هيئة أو «إتلاف».. على طريقة حمد بن جاسم. ورغم أنهم ملؤوا الفضائيات بتوقعاتهم وتكهناتهم وآرائهم ورؤاهم وسحناتهم الغبية أو الحاقدة ولأيام وأسابيع وشهور وسنين، ورغم أن مشغليهم وأساتذتهم وكفلاءهم الإقليميين والدوليين غيروا حركة الكواكب والنجوم، لتتفق مع ما توقعوه وشعوذوا به، إلا أن أحداً منهم لم ينجح في توقع أو معرفة «إلهام».. اللهم سوى ما أوكل إليهم توقعه وترديده من الخارج من وعود القتل والتدمير والتخريب!‏

«المثقفون» إياهم... القارؤون الحاذقون الموضوعيون العالمون العاملون بالورقة والقلم، وبدلاً من المدنية والمدينية أوصلونا إلى الهمجية البدائية وقطع الرؤوس والأطراف والتمثيل بالجثث، وبدلاً من الديمقراطية والتعددية أوصلونا إلى ديكتاتورية النص المبتور والحديث المزيف.. فلا رأي لنا أمام قضاء الآخر وحكمه سوى اختيار طريقة الموت على يد جاهل قادم من غياهب التاريخ، وبدلاً من الديمقراطية والصناديق أوصلونا إلى حروب الردة والخوارج وصراعات الدواعش والفواحش والهوامش؟‏

ليتكم اشتغلتم بالعرافة والشعوذة وما اشتغلتم بنا وعلينا وأشغلتمونا بادعاء الثقافة والمعرفة وقراءة أزمان «الثورة» وحلول دول الحضارة والرفاهية والمعرفة، ليت أمهاتكم ثكلتكم قبل أن تثكلوا أمهاتنا.. فقد كن نجين ونجت بنا أمهاتنا؟‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 خالد الأشهب
خالد الأشهب

القراءات: 2200
القراءات: 2101
القراءات: 2523
القراءات: 2479
القراءات: 2255
القراءات: 2622
القراءات: 2567
القراءات: 2504
القراءات: 2273
القراءات: 2596
القراءات: 2808
القراءات: 2700
القراءات: 2402
القراءات: 2861
القراءات: 2929
القراءات: 3011
القراءات: 2793
القراءات: 3170
القراءات: 3120
القراءات: 3226
القراءات: 2623
القراءات: 3093
القراءات: 3578
القراءات: 3341
القراءات: 3398

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية