خاصة في ظل الظروف القاسية الحالية والتي شكلت تحدياً صعباً ليس في مسألة تأمين الدعم وتوصيله للهدف المنشود بل فاقت ذلك لضمانات استمراره بالحدود العادية لمواطن كان ولايزال ينتظر من حكومته الكثير من الإجراءات والسياسات الرشيدة التي تحمي غذاءه وصحته وأمنه وأمانه مهما عظمت التضحيات .
ليس سراً أن الكثير من أعداء الحياة والإنسان في سورية ركزوا حقدهم على عوامل القوة في الاقتصاد السوري فصوبوا سهامهم إلى مرتكزات العمل والإنتاج فعاثوا في المعامل والمصانع والمؤسسات ومختلف القطاعات المنتجة فساداً وتخريباً وتدميراً وصوبوا حقدهم الأسود لاستهداف الموارد البشرية والكفاءات والطاقات المبدعة في بلدنا ومع ذلك نجحت الحكومة بفضل صبرها وتحمّلها للمسؤوليات الكبيرة والاستثنائية التي فرضها الواقع الجديد فألغت المسافات بينها وبين المواطن الذي يشكل الركائز الأهم في عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية ؛ فجاءت سياساتها الاقتصادية رغم حملة الانتقادات الواسعة التي تناولتها ، جاءت ، لتكرس عوامل الأمان في تأمين حاجات المواطن الأساسية واستمرت في تقديم مختلف أشكال الدعم الذي حافظ على أساليبه القديمة التي سبقت الواقع الجديد والمتمثلة في نظام البطاقة التموينية وزادت على ذلك بأن تعددت المقترحات لتوسيع مظلة الدعم ليشمل مواد غذائية وأساسية ارتفع عليها الطلب وذلك لكسر مظاهر الاحتكار والاستغلال التي كان أبطالها مجموعة مدربة من «ضعاف الوطنية» الذين مثلوا عن قصد وغير قصد ذراعاً للإرهاب الأسود فاستحقوا المحاسبة الصارمة .
الجديد في هذا الموضوع ما تردد عن معاون وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك حول وجود دراسة لتحويل قيمة مواد الدعم من مستحقات عينية إلى مادية ، أي تحويل قيمة الدعم عن طريق بطاقة مصرفية يقبضها المواطن ، فإن صح هذا الحديث ، فهو بالتأكيد لن يحل المشكلة خاصة أن مبالغ الدعم المقترحة لن تواكب جنون الأسعار وأساليب شياطين الأزمات ، وبذلك نسير خطوة للوراء ، فهل نتمهل بما يكفي عند الدراسة وقبل اتخاذ القرارات حتى نصل بالنتيجة لتحقيق الأهداف المنشودة ؟ وهل فكرنا ملياً بالتوجه لدعم الليرة من خلال تثبيت قيم السلع والمواد ما أمكن فيعرف المواطن ما يستطيع شراؤه ويحدد أولوياته عندما تواجهه مشكلة ما ذات أثر مباشر على حياته الاقتصادية وحياة أسرته ..
مقترحات لمن يهتم بانتظار ما هو قادم.