تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الورقة الأخيرة رسائل عدرا وملفات جنيف

الافتتاحيــة
الثلاثاء 31-12-2013
رئيس التحرير عـــلي قــاســـــــم

لم يقبل العام 2013 أن يطوي آخر أوراقه دون أن يسجل بالتفصيل الموثّق حكاية عدرا العمالية، وقد أفصحت روايات الذين تمكن الجيش العربي السوري من إجلائهم من داخل المدينة،

عمّا لم تشهده حكاية أخرى، رغم ما تفيض به صفحات هذا العام وما سبقه من حكايات مشابهة، وإن بدت جميعها غير قادرة على الإحاطة بالحد الأدنى من الفظائع التي مارستها يد القتل والإرهاب والتكفير على مدى أيام الكارثة التي ألمت بها.‏

وتسهب عدرا العمالية في الشرح والتسجيل والتوثيق، وتفيض على ما عداها، ويعلو صوتها وتقوى نبراته لترسم في المتن وعلى الهوامش تساؤلاتها المريرة عن المجتمع الدولي ومنظماته التي ابتلعت لسانها أو كادت، وعن حماة حقوق الإنسان وقد غارت عيونهم في محاجرها كي لا ترى الحقيقة، وكي لا تضطر للتظاهر بالخجل أو الحياء وقد رفعت صوتها يوماً دفاعاً عن ذلك الإرهاب وتبنت روايته، وتعامت عن فظائعه ومجازره وتوحشه.‏

لم تكتفِ عدرا العمالية هذه المرة بأن تكتب في أعلى الصفحة الأخيرة، بل تصرّ أن تذيّل آخر أوراق العام بما شهدته وما قاسته وما عانته، بأوجاع أهلها والقاطنين فيها، وأن تبرق من مكانها إلى جنيف واحدة من أهم رسائلها العاجلة المسطرة بدماء ضحاياها وبقصص أطفالها ونسائها وشيوخها، بما شهدته شوارعها وغرف القاطنين فيها وملاجئ الاحتجاز وساحات التعذيب والتنكيل والذبح على هوية الانتماء للوطن.‏

ولن تكتفي بالأسئلة، كما لن تقبل بالإجابات ولا التبريرات والذرائع، ولن يكون بمقدور جنيف، سواء جاء في موعده أم قام رعاة الإرهاب وداعموه بترحيله مرة أخرى، أن يتجاهل تلك الرسائل، ولا أن يرسم أولويات مختلفة عن تلك التي تمليها هذه الرسائل، وفي المقدمة مكافحة الإرهاب.‏

قد لا تتسع الورقة الأخيرة من العام 2013 لكي تدوّن بين سطورها كل ما في الجعبة، وليس بمقدورها أن تلحظ مكاناً لكثير من الأحداث المفصلية، حالها في ذلك حال الخارطة الجديدة التي تتهيأ لرسم الإحداثيات التي تمليها المستجدات القائمة على مستوى العالم، وتالياً على تموضع المنطقة بدولها وشعوبها، لكنها بما جمعته من حصيلة الأيام الأخيرة على الميدان وفي السياسة، وعلى مستوى ما يمارسه الإرهاب، ستفرد تلك الورقة وستطول حتى الأخير، وستكتب على هوامشها وبين سطورها ما كان يصعب عليها كتابته على مدار العامين الماضيين.‏

وقد يكون ما يفيض عن طاقتها أكثر بكثير مما تقدر على استيعابه وفي الاتجاهين، وما تتزاحم عليه في العناوين والتفاصيل يصلح للمحاججة والمقارنة، وخصوصاً حين تقترن بتلك المتغيرات العاصفة التي تكاد تجمل في سطورها الأولى ما يختصر الزمن والوقت، وما يغني عن كثير من المقولات الجاهزة التي تجاوزها الزمن، وهي تقدم قرائنها الدامغة من عدرا، وصولاً إلى جنيف وحساباتها وتقلبات المزاج حيالها.‏

بين عام يمضي وهو يحصي رسائله التي سطرها، وبين عام قادم يدقق في إحداثيات الخرائط التي يشكلها المناخ الدولي على وقع تلك الرسائل، تصبح المسافة وهمية أكثر منها واقعية، وتقترب إلى الافتراض أكثر مما هي تحاكي خطاً فاصلاً بين زمنين، لتفضح عدرا ما بقي من أحجية، وتسقط آخر الأوراق.‏

يحزم العام حقائبه وتكثر فيه الملفات بعد أن توهّم الكثيرون من المرتزقة ذلك الفارق بين إرهاب استدرجته سياسات وممارسات، وأنتجته دول ومماليك ومشيخات، وبين مذابح يرتكبها ذلك الإرهاب، لتكون الشاهد كما هي القرينة على الوجهة الواحدة والتداعيات التي تتسابق في قطف أولى مؤشراتها التي تنحو نحو هدم آخر أسوار تلك الأوهام، وتغلق الصفحة الأخيرة على الواهمين المنتظرين وهم يعلنون انحيازهم إلى طابور النفاق.‏

a.ka667@yahoo.com

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 علي قاسم
علي قاسم

القراءات: 7094
القراءات: 1014
القراءات: 1172
القراءات: 958
القراءات: 960
القراءات: 946
القراءات: 1077
القراءات: 909
القراءات: 847
القراءات: 945
القراءات: 993
القراءات: 878
القراءات: 817
القراءات: 867
القراءات: 1071
القراءات: 950
القراءات: 768
القراءات: 957
القراءات: 979
القراءات: 1039
القراءات: 994
القراءات: 872
القراءات: 1043
القراءات: 952
القراءات: 1082

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية