تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


ثورة أم إصلاحات؟

معاً على الطريق
الاثنين 4-4-2011م
ديانا جبور

فيما سمي بربيع دمشق , وكان مشروع حوار جدي بين مختلف أطياف المجتمع السوري , سواء أكانوا في مركز القرار ,

أم فيما ينداح عنه من دوائر مؤثرة ومتأثرة .. في تلك الحقبة خرجت علينا أصوات متفاوتة في نزعاتها بدءاً من التلطي المتذاكي خلف حركة إنقلاب أبيض , وصولاً إلى أصوات رافضة ومتشددة ومهددة بأن الإصلاحات المطلوبة تهدد بجزأرة سورية ( من الحالة الجزائرية حينها ) , ما يعني علناً الرفض المحبط لحالة حوار وإصلاح كفيلة بتجديد أي نظام سياسي , وما يعني ضمناً تخوين من سيتجرأ على المطالبة ولو بمكافحة الفساد لأنه متهم بالشروع والتخطيط لاختطاف السلطة .‏

رفع سوط الجزأرة السيد عبد الحليم خدام , أي أن الأكثر تشددا كان الأكثر طمعا بالسلطة , لكن عبر محاولة تقطيع أوصال الجسد بفصل القلب عن العقل وتركيب أذرع غريبة على المجتمع السوري , ربما كنا نعاين الآن بصماتها المريبة .‏

قبل أيام كتب الصحفي نبيل صالح نقلا عن السيد محمد إبراهيم العلي أنه كان مكلفاً أواخر عقد التسعينيات برئاسة لجنة لحل ملف الأكراد غير المجنسين , لكن التوصيات نامت في الأدراج دون نزع الصواعق تحت ضغط تيار تصدره أحد كبار المسؤولين آنذاك .‏

ليس مستغربا أن يعمد الخصم إلى التنكر بلبوس المدافع المتشدد لأنها الوسيلة الأسلم لتقويض مبادرات إصلاح , إن تمت، فهي الكفيلة بامتصاص حالة التذمر ونزع الشرعية عن دعوات التغيير العنيف ولو اتخذ عنواناً نبيلاً وهو الثورة , أما إن تعثرت الإصلاحات , فيصبح من المؤكد أن تراكم الخيبات يجفف التربة ويجعلها نهمة لأي شرارة نار ستلتهم الجميع .‏

وبعد فقد نقل السيد الرئيس حزمة الإصلاحات المطلوبة من إطار النيات إلى إطار التنفيذ عندما تمت جدولتها الزمنية , ما يعني إزالة مبررات الاحتجاج العنفي , لكن استمرار العنف بالمقابل يعطي في المجال للمتربصين ببلدنا أن يطلوا برؤوسهم وقد ألبسوها قناع الغيور الحامي الذي سيطلب المزيد من الصرامة والتشدد .‏

إخوتي ممن تحرقكم الغيرة على بلدنا وتريدونها بأبهى حلة وأرفع موقع , أناشدكم أن تتوقفوا عن النزول إلى الشارع للمطالبة بإصلاحاتكم أو حتى للتعبير عن رضاكم وتأييدكم , لأن للشارع قانونه الأهم والأقوى , قانون الغاب , حيث يتسيد الأعنف والأكثر دموية .‏

لن يهرب الشارع , لكن اتركوه الآن للحانقين دون مشروع أو مشروعية , نزولكم معهم , يعطيهم المشروعية .‏

إصلاحاتنا تحتاج إلى سلمنا وهي محددة بزمن معلن ومعلوم , أفلا تستطيعون إعادة ترتيب أوراقكم خلال شهر .‏

العنف يقوض مناخ الإصلاحات , والإصلاحات تجفف منابع العنف معادلة بسيطة تحتاج فقط إلى التزامنا بها . ‏

dianajabbour@yahoo.com

تعليقات الزوار

رنيم الباشا |  ranimmm@hotmail.com | 04/04/2011 20:10

نصر الله الأقلام البناءة و أزاح هذه الغيمة عن سماء سوريا .كلامك جميل مدام ديانا أعطاكم الله القوة و أعطانا لنقف وراء قائد هذا الوطن سدا منيعا صامدا .

ع كنجو  |  akanjo@live.com  | 04/04/2011 21:27

السيدة الفاضله ديانا هل نيام التوصيات في الادراج منذ اواخر التسعينيات تحت ضغط تيار احد (كبار المسؤولين) انذاك يبرر هذا التاخير الكبير لمحاربة الفساد وبدء الاصلاحات ؟ ثم من هو هذا المسؤول الكبير آنذاك وهل هو حي ام اخذته الايام ؟ وكيف لاحد ان يكون اكبر من قرارات الحزب الحاكم والسلطة التنفيذيه ؟؟ هذا غير مبرر وكان علينا اليقظه لاالنوم والادراج مقفله والمفتاح عند الحداد .

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

  ديانا جبور
ديانا جبور

القراءات: 1071
القراءات: 1073
القراءات: 1007
القراءات: 1165
القراءات: 1131
القراءات: 1459
القراءات: 1624
القراءات: 1828
القراءات: 1452
القراءات: 1310
القراءات: 1594
القراءات: 1512
القراءات: 1589
القراءات: 1672
القراءات: 1333
القراءات: 1404
القراءات: 1381
القراءات: 1714
القراءات: 1677
القراءات: 1620
القراءات: 1575
القراءات: 1266
القراءات: 1384
القراءات: 1522
القراءات: 1620

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية