تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


منطقة حرة... قطــــــاع الأعمـــــال ومظلــــــة التأمينات

اقتصــــــــــاد
الاثنين 4-4-2011م
مروان درّاج

لا ندري إلى متى سيبقى قطاع الأعمال يتهرب من تلبية استحقاقات مشروعة للعاملين في الشركات والمؤسسات التابعة له , ففي دراسة حديثة صادرة عن الهيئة السورية لشؤون الأسرة ,

أشارت الأرقام إلى أن ( 89 ) بالمئة من هؤلاء العمال هم خارج مظلة التأمينات الاجتماعية , وفيما لو صح هذا الرقم الذي جرى تداوله بكثافة في المنابر الإعلامية , فذلك يعني وببساطة أمرين أساسيين أولهما : قصور الوعي التأميني لدى شرائح واسعة من العمال والجهل بالتداعيات والمخاطر التي قد تلحق بهم خلال سنوات العمل وبعد الإحالة على التقاعد ..وثانيهما : تجاهل وزارة العمل ومؤسسة التأمينات وغرف التجارة والصناعة والنقابات العمالية لقضية كانت وما زالت على رأس قائمة الأولويات في قوانين العمل المحلية والعربية والدولية.‏

قد يسأل البعض ..ولكن لماذا يصمت العمال عن حقوقهم ولا يبادرون في طرح قضيتهم وبجدية على النقابات العمالية وعلى المرجعيات الرسمية والمنابر الإعلامية؟‏

قد تختلف المواقف والآراء حول الأسباب التي أدت إلى تزايد أعداد العمال الذين هم خارج صفوف المسجلين في قيود التأمينات الاجتماعية , غير أن الأمر الذي يشكل قاسما مشتركا بين الجميع يتمثل في حقيقة مفادها ,أن السبب الجوهري الذي يمنع العمال من التمسك بهذا الحق والمطالبة به , يعود إلى ندرة فرص العمل في القطاعين العام والخاص , فأرباب العمل من أصحاب الشركات والمؤسسات ولأنهم على دراية بهذا الجانب يفرضون على طالبي العمل رزمة لا حصر لها من الاشتراطات الظالمة والقاسية , وهي اقرب ما تكون إلى أساليب الابتزاز شبه المعلنة , والاشتراطات التي نتحدث عنها تبدأ بضرورة التقيد بساعات عمل طويلة قد تزيد على ( 10 ) ساعات يوميا ولا تنتهي عند حدود التعهد في عدم التقدم بطلبات تضمن لهم الانضمام إلى طوابير المسجلين في التأمينات , ولأن بعض العمال كان يخرق هذه الاشتراطات ويضرب بها عرض الحائط, فقد بادرت شريحة واسعة من أصحاب المعامل والمنشات الصناعية إلى إلزام العمال بتقديم الاستقالات المكتوبة والموقعة من قبلهم سلفا قبل البدء في مزاولة العمل, بحيث تتاح فرصة طردهم في حال المطالبة بأية حقوق أقرها قانون العمل .‏

التفاصيل التي أتينا على ذكرها ليست جديدة , وسبق أن جاهر البعض في تناولها ومناقشتها في أكثر من مناسبة وخاصة قي المؤتمرات العمالية الدورية وأيضا في اجتماعات متلاحقة لوزارة العمل.., وإذا كان هناك من ينادي اليوم بضرورة الوقوف على هذه القضية ومعالجتها من جوانبها المختلفة , فان ما هو مطلوب ليس إعادة إنتاج المشكلة من خلال الدراسات والندوات والمؤتمرات وتضمينها بتوصيات متخمة بلغة الوعظ الأخلاقي والإنساني, وإنما لا بد من اتخاذ إجراءات وتدابير فورية قابلة للتطبيق والترجمة مباشرة, وهذا الأمر أكثر من متاح ما دام أن هذه الحقوق لا تندرج في إطار إلزام أرباب العمل على تسديد ( صدقة ) أو ( إكرامية ) من جيوبهم , وإنما تشكل ترجمة واضحة وصريحة لقوانين العمل السورية والدولية المعمول بها منذ ستينات القرن الماضي.‏

marwandj@hotmail.com

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

  مروان دراج
مروان دراج

القراءات: 989
القراءات: 946
القراءات: 962
القراءات: 931
القراءات: 865
القراءات: 950
القراءات: 1164
القراءات: 930
القراءات: 952
القراءات: 1062
القراءات: 870
القراءات: 930
القراءات: 920
القراءات: 985
القراءات: 1073
القراءات: 1546
القراءات: 1009
القراءات: 926
القراءات: 1032
القراءات: 1019
القراءات: 1102
القراءات: 1072
القراءات: 1128
القراءات: 1200
القراءات: 1092

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية