ومع هذه الخطوات
تكون إرادة الإصلاح قد انطلقت من الوقائع العملية تمهيداً لاستكمال باقي الخطوات وما سيتبعها من إجراءات تعزز هذا المناخ وتدفع به نحو تحريك مدروس وصولاً لمتطلبات النفاذ والتطبيق.
جملة من المراسيم والإجراءات التنفيذية التي أحدثت حراكاً واضحاً في قطاعات كانت على تماس مباشر مع قضايا المواطنين، وهو ما يمكن أن نلمس نتائجه في الأيام القادمة، من خلال ما تتركه من آثار عملية على مجمل المشهد العام.
من هذا المنظور يمكن الجزم أن الإرادة التي تترجم اليوم في أكثر من منحى، تعبر عن ذاتها بشكل واضح، وتعكس جدية في تنفيذ كل ما تم الإعلان عنه، وفي برامج زمنية محددة تسبق ما كان يعتقده البعض.
إن الرهان على النتائج التي ستظهر تباعاً، يمثل من الناحية المنطقية دليلاً جلياً، يمكن الركون إليه لتقييم سيرورة العمل في الاتجاهات الأخرى، خصوصاً أنها تطلق ورشة عمل على الأرض، تتلاقى في اتجاهاتها مع ما رسمته القرارات وما عملت عليه، وسعت إليه.
ولعل تسارع هذه الخطوات يرسم في الأفق مشهداً واضحاً لآليات التعاطي مع تلك الإجراءات، باعتبار أن شموليتها لمختلف الأوجه والقطاعات ستساهم بشكل مباشر في تسريع بروز نتائجها على الأرض بما ينعكس إيجاباً على الخطوات التالية المنتظرة، ولاسيما حين تكون في مجملها حلقات متصلة، يدفع النجاح في واحدة إلى تلقي الأخرى، والعمل على تهيئة الأرضية وتوفير الظروف الموضوعية لتطبيقها.
إن التشكيك بجدية ما طرح يفقد مبرراته وذرائعه، لأن العمل القائم على تحقيق مصداقية عملية يجعل من توجيه أصابع الاتهام نحوها مسألة غير مقنعة، فما نلمسه من متوالية متواصلة هي انعكاس لإرادة العمل والتغيير وترجمة لجدية واضحة في التنفيذ.
ورغم القناعة أن محاولات التقليل من تأثيراتها والحديث عن محدوديتها لن يتوقف، فإن الخطوات التي بدأت تشق طريقها في الواقع العملي قد لامست طيفاً واسعاً من السوريين إن لم تشملهم جميعاً دون استثناء، وهذا ما يبرر الجزم أن ورشة العمل المنطلقة تنتظرها محطات أكثر حضوراً على المستوى الشعبي، وهي قادرة على التعامل مع كل متطلباته واحتياجاته.. وسيتسع طيف حضورها باطراد.
هذا ليس تنظيراً في واقع نلمسه.. ولا هو استنتاجاً، بل قراءة واقعية ومنطقية لمعطيات نحدد بياناتها كل يوم وهي تتابع سيرها في سياق واضح، وتحت إطار عملت وتعمل الإرادة السياسية على تجسيده وتطويره ليكون شاملاً، خصوصاً أن هناك بالانتظار حزمة واسعة من المسائل والقضايا لابد من التعامل معها على ضوء الواقع واحتياجاته.
a-k-67@maktoob.com