الذي يخيم على فلسطين والمنطقة العربية عموماً والذي يراد منه تحقيق هدفين لا ثالث لهما وهما توطين الفلسطينيين في البلدان التي يعيشون فيها وخصوصاً دول الطوق العربي وكسر جدار المقاطعة العربية لاسرائيل، وأول هذه الأسئلة هل هناك إجراءات عملية عربية حقيقية لمواجهة مؤامرة التوطين؟
فإذا كانت المؤتمرات العربية التي عقدت حتى الآن تطالب بالتمسك بحق العودة ورفض التوطين وفرض مزيد من خطوات المقاطعة للكيان الاسرائيلي فإن المناخ الغربي السائد العام هومحاولات تكريس فكرة التوطين باعتبارها الناتج العملي لإلغاء حق العودة للشعب الفلسطيني، وكل الخطط الاسرائيلية ومعها الدراسات والبحوث والمؤتمرات الغربية تمهد لمثل هذا الحل الذي يعني في نهاية المطاف طمس حق العودة وتسهيل مشروع «يهودية» الكيان الاسرائيلي.
ولما كانت الصورة على هذا المنوال فإن المطلوب فلسطينياً وعربياً ليس الإدلاء ببيانات الشجب والاستنكار والدعوة فقط للتمسك بحق العودة أو التذكير بأنه لا يحق لأحد التنازل عن هذا الحق بل المطلوب خطوات عملية على الأرض تجبر من يقف وراء الكيان الاسرائيلي عدم السير بمثل هذه المخططات، واحترامه للشرعية الدولية والقرارات الصادرة عن الأمم المتحدة التي تقول بأن الحل الوحيد هو عودة الفلسطينيين إلى وطنهم.
وبموازاة ذلك فإن خطوات التطبيع المتسارعة نحو الكيان الاسرائيلي هي بمثابة من يساهم في خطط هذا الكيان العنصري الرامية إلى طمس حق العودة والسير بالتوطين إلى الأمام وما لم يعد العرب عن هذا الطريق فإن المؤامرة ستواصل نخر الجسد الفلسطيني والحق الفلسطيني ولن تستطيع البيانات الوقوف بوجهها!!.