الهرف والعرف
اقتصاد عربي دولي الأحد 3-6-2012 مرشد النايف الاقتصاديات العربية ترسب في امتحانات كثيرة، وكأن أولي الأمر فيها لم يريدوها يوما في قاعة امتحان أو في حلبة منافسة.الدول العربية بغنيها وفقيرها تقع دون الحد الأدنى لحجم قوة العمل مقارنة بالسكان، فالمعدل الدولي يتجاوز الستين بالمئة بنقطتين أو ثلاث، فيما تبلغ النسبة عند العرب مايقترب من 43.5 بالمئة.
إذا أردنا ان نشرح «الأبيات» السابقة علينا بتوصيف الاقتصاديات العربية لنقول إنها ضعيفة وهذه حقيقة لا اتهام، إذ طالما السعودية أكبر اقتصاد عربي تضرب البطالة أطنابها في جنباتها المترامية الأطراف، إذا على الصومال وعلى موريتانيا السلام، الاقتصاديات الضعيفة، وبغض الطرف عن مسببات ضعفها، تستظل بالفيء وهي من الكسل لدرجة أنه ليس بمقدروها توظيف أحد، والاقتصاديات هذه ستبقى في « الظل ساكنة» طالما أن الحوكمة هي مجرد مصطلح في كتاب، ومعلوم إن غياب الحوكمة يرافقه غياب الكفاءات والشُطّار من فِرَق راسمي السياسات، وعليه فان أولئك يحارون في أي قلم يرسمون وفي أي قناة يصرفون موارد البلدان، ولأنهم يهرفون يتركون التعليم والمناهج الدراسية في واد وسوق العمل، الذي يتطور بمعزل عنهم في واد آخر، فيجد، بعدها الخريجون أنفسهم في واد ثالث يُطلب فيه من احدهم تدريس التاريخ وهو المختص بـ «كفاءة الإنتاجية» مثلا.
في نهاية هذه السلسلة نذكر أن هذه الفوضى في سوق العمل تقلص الإنتاجية وتضعفها وتشل قدرتها على المنافسة، فما بالك بالتنافسية.وعلى ذكر الإنتاجية ننشر أرقاما عنها خرجت للتو من مطبخ مكتب العمل الدولي، فالإنتاجية ارتفعت في المنطقة العربية بنسبة 22 % خلال العقدين الأخيرين، تستحق شبة وخرزة زرقة، فيما ارتفعت بنسبة 356 % في دول شرق آسيا.
|