وقائع عام ونيف من التآمر على سورية وشعبها تدل على أن هذا صحيح وأكيد، وكل مانراه الآن وقد ازداد خلال الأسبوع الماضي يصب في هذا الواقع...
دول قليلة لكنها تمثل حقيقة ضمير العالم الحي وحدها رأت وترى أن هذا الهيجان الإعلامي والسياسي الموجه ضد سورية ليس إلا تآمراً وعدواناً حقيقياً يخفي ألف وجه ووجه.
كيف لايكون عدواناً ومئات الأطفال الأبرياء في يوم واحد يسقطون بسلاح الإرهاب الذي أعلنوا مراراً أنهم يوفرونه للإرهابيين، وليتهم يقفون عند هذا الحدّ، بل يذهبون إلى إعطاء أوامر عمليات مباشرة عبر وسائل إعلامهم المتعددة والوالغة في دمنا السوري، الإعلام العربي الذي نذر نفسه ليكون أداة رخيصة بأيديهم، وإعلامهم الغربي الذي ملأت فضائح تزويره العالم ولكنه لايأبه لذلك المهم أن يؤدي مهمته المباشرة في إحداث الضغط والتشويه؟1.
ماذا لو أن إعلاماً آخر غير المتآمر فعل مافعله إعلامهم.. صورجرائم هم ارتكبوها ومنذ سنوات ويعيدون نشرها بروح عدوانية تضليلية.. هل هي هفوة عابرة؟! بالتأكيد لا.. الصور جاهزة حاضرة تبث وتنشر فور صدور أوامر العمليات لأدوات الإرهاب.
وعلى المقلب الثاني يجتمع مايسمى مجلس حقوق الإنسان، وهنا يبدو الوجه العاري للإنسانية، تبدو الكذبة الكبرى حقوق الإنسان.. أي إنسان.. أي طفولة.. أي شعوب تريدون أن تناقشوا حقوقها وأنتم من تبحثون عن ألف طريقة لاعادة استعبادها ونهب ثرواتها.. هل نذكركم بسجل جرائمكم أيها الأوروبيون.. هل حراككم المتآمر هذا محاولة لستر ماارتكبتموه من فظائع لاتموت وبالتقادم.. ومجلسكم هذا ليس إلا مكاناً لحقوق النسيان لجرائمكم ومحاولة لطمسها.
كيف نصدق دموعكم على أطفالنا، وبرصاصكم قتلوا.. كيف لنا أن ننسى أنكم من ابتكر (سياسة الأرض المحروقة) في أرضنا، وأنكم من تستر على جرائم إسرائيل بحق الشعب العربي الفلسطيني.. ومن باب التذكير فقط قتلت إسرائيل منذ عام 2000 وحتى الآن أكثر من 1500 طفل فلسطيني.. لم نسمع صوتاً يندد، يشجب يدين، لم يتحرك أحد من رعاة حقوق الإنسان..
مهرجان محزن، وحول أخلاقي وسياسي مايجري، صحيح أنه يغتال دمنا وندفع ثمنه اليوم وربما غداً وبعدغد.. ولكنه بالتأكيد إذا استمر يؤسس، بل أسس لعالم منافق مخاتل، مخادع، وستدفع شعوب كثيرة ثمنه وأولها تلك التي يظهر أمراء نفطها أنهم رموز حرية وديمقراطية اليوم نحن وأنتم غداً.. ولكن مايعزينا أننا لسنا طارئين لسنا رمالاً لسنا أدوات.. لسنا قابيل..
d.hasan09@gmail.com