| الميدوزا عاشقة..! لبنان استطراداً للديمقراطية في لبنان, وهي التي انتقدت, في إحدى محاضراتها , أرسطو لأنه ساوى بين حرية البشر وحرية النجوم. قالت إن البشر فوضويون, عبثيون.لا مبالون, وهم هدامون بقدر ما هم خلاقون, وعلى هذا الأساس فإن الحرية ينبغي أن تكون مبرمجة,لتضيف بالحرف الواحد (وحتى لا تصبح حرية النجوم حرية أولاد الأزقة). كما لو أنها لم تقرأ الفرنسي ألكسي دوتوكفيل عن الديمقراطية في بلادها( 1834),وهو الذي قال إن الديمقراطية مثل أولاد الأزقة تربي نفسها بنفسها..الميدوزا عاشقة, هل هي لعبة الشفاه, أم لعبة الأظافر أو لعبة الأفاعي إذا ما استعدنا صورة ذلك الحيوان الخرافي الذي دخل في الشعر( من ثقب ما في الموت) كما قال عزرا باوند الذي دعا إلى ( اللعب الجميل مع الشياطين). السيدة كوندي التي تفاخر بأنها سليلة المدرسة الكيسنجرية,ولعلنا نذكر من هو الذي أعد ذلك السيناريو من أجل الحل الجراحي للقضية الفلسطينية من خلال التوطين الذي يفترض , بداية ,تفكيك الجمهورية إلى كونتونات تعني ,في العمق ,إلغاء لبنان بموازاة إلغاء فلسطين. ولكن لاحظوا كيف نتعقب شفتيها وهي تتكلم منذ أن أطلقت الشرق الأوسط الجديد( بعدما ضاعت الإدارة في الشرق الأوسط الكبير): أجل, أجل بين شفتيها الخلاص, على شاكلة ذلك الخلاص الذي يتقيأ الرؤوس المقطوعة, أو الجثث المتفحمة, في هذه الحالة العربية أو تلك. هل نتفق مع جاك جوليار, وهو يتحدث عن ( الاعصار كونداليزا), مستوحياً( الاعصار كاترينا) ,ليبدي مخاوفه من أن كل شيء يتحطم,قبل أن يسأل: وهل هذه أخيراً,استراتيجية الآلهة? أجل,وبطبيعة الحال,الفالس الديبلوماسي حول الحطام: عالم عربي أم حطام عربي إذا ظلت (الماكنة) تعمل هكذا,فيما أصابع العاشقة تعبث بمن تبقى من أولئك الناس الذين يتم تفكيكهم قطعة قطعة. يشعر أفيغدور ليبرمان بالزهو: ألم نقل لكم إنهم بقايا أكلة لحوم البشر? غريب أن يكون العمى السياسي مروعاً,كاسحاً,وبعيد المدى إلى هذا الحد. ولا نقول ذلك دفاعاً عن هذه العاصمة أو تلك,ولكن دفاعاً عن أرضنا التي اختيرت,هكذا,لتكون مسرحاً لتجربة أخرى من التجارب إياها,وحيث الديمقراطية تعني وضعنا- وكما قلنا- قطعة قطعة بين أسنان القيصر! لمن تسنى له أن يسمع(غروب الآلهة) لريتشارد فاغنر,لا ريب أنه استشعر كيف أن الذين سماهم ديفيد فروم,وبسبب شقائهم في هذا العالم,والأهم بسبب غضبهم كهنة الصفيح الذين ليسوا,بأي حال, كهنة ناطحات السحاب يدنون أكثر فأكثر,من الزلزال. السيدة كوندي عاشقة لنا:من فضلكم تلمسوا جثثكم!
|
|