تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


حين غابت الأخرى..!

رؤيـة
الاثنين 6-7-2015
 سعاد زاهر

حين غابت ثقافتنا الحقيقية، تلك التي تعتمد على تحريك جوهر الانسان بكل مايملكه من رؤى وأحلام وطموحات، وابتعدت عن تغذية روحه وعقله.. !

أصبحنا أمام ورطة درامية كبرى.. لايبدو الخلاص منها قريباً.. !‏

لو أن ثقافتنا تخلت عن تعاليها ونخبويتها ونظرتها ومصالحها الذاتية، وفكرت بهم.. لو أنها وجدت أساليب للوصول اليهم...!‏

مقارنة بسيطة بين ثقافتنا الجادة تلك التي ركنت لحالها واستمرأت نجاحها في أذهان أصحابها.. وبين دراما تعتلي وتعلو بهم.. وتصر على التفنن بطرق الوصول اليهم.. نكتشف مدى سوء الحال.. !‏

لم تبق الدراما حبيسة ركن هامشي، أوخاضعة لمزاج فردي ضيق، إنها سنة إثر أخرى تتحول لتكون الوجبة الأساسية لثقافة مجتمعاتنا، التعالي عنها، أو شتمها لايؤسس لأي حالة نقدية مهمة، ولايؤثر لدى الشريحة الأوسع من الناس التي تتابعها..‏

الحل ليس من قبل تلك الاقلام التي تلهث خلف محطات رسمت وقررت ماهية وملامح دراما قرننا المعاصر، دون أن تتمكن أي من المجالات الإبداعية الأخرى مهما علا شأنها من صد هجمتها الدرامية...!‏

هي الأخرى استسلمت وأصبح أقصى حلم كاتب أو روائي أو ناقد ان يلتفت إليها صناع الدراما كل في مجاله لينال نصيبه المادي والمعنوي.. !‏

أليست المحطات توفر مليارات الدولارات لصناعة تتلقفها كل المحطات بشغف عجيب..؟‏

كما في كل عام تتقدم مسيرة الدراما تتفنن في الوصول الى الناس، وسواء أعجبنا أم لم يعجبنا هي تصل إليهم، تعيد تشكيلهم، جيل كامل ينشأ على وقعها، يجلسون في أحضان أمهاتهم يتابعونها بشغف، ليعيد أبطال المسلسلات بعيونهم الفارغة وخدودهم المحقونة...وأدائهم المصطنع المزيف تشكيل عقول وشخصيات جيل بأكمله...!‏

soadzz@yahoo.com

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 سعاد زاهر
سعاد زاهر

القراءات: 11383
القراءات: 877
القراءات: 947
القراءات: 894
القراءات: 1061
القراءات: 890
القراءات: 910
القراءات: 868
القراءات: 886
القراءات: 916
القراءات: 930
القراءات: 902
القراءات: 930
القراءات: 937
القراءات: 970
القراءات: 999
القراءات: 983
القراءات: 1001
القراءات: 975
القراءات: 1077
القراءات: 990
القراءات: 1037
القراءات: 1042
القراءات: 1055
القراءات: 832
القراءات: 899

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية