أصبحنا أمام ورطة درامية كبرى.. لايبدو الخلاص منها قريباً.. !
لو أن ثقافتنا تخلت عن تعاليها ونخبويتها ونظرتها ومصالحها الذاتية، وفكرت بهم.. لو أنها وجدت أساليب للوصول اليهم...!
مقارنة بسيطة بين ثقافتنا الجادة تلك التي ركنت لحالها واستمرأت نجاحها في أذهان أصحابها.. وبين دراما تعتلي وتعلو بهم.. وتصر على التفنن بطرق الوصول اليهم.. نكتشف مدى سوء الحال.. !
لم تبق الدراما حبيسة ركن هامشي، أوخاضعة لمزاج فردي ضيق، إنها سنة إثر أخرى تتحول لتكون الوجبة الأساسية لثقافة مجتمعاتنا، التعالي عنها، أو شتمها لايؤسس لأي حالة نقدية مهمة، ولايؤثر لدى الشريحة الأوسع من الناس التي تتابعها..
الحل ليس من قبل تلك الاقلام التي تلهث خلف محطات رسمت وقررت ماهية وملامح دراما قرننا المعاصر، دون أن تتمكن أي من المجالات الإبداعية الأخرى مهما علا شأنها من صد هجمتها الدرامية...!
هي الأخرى استسلمت وأصبح أقصى حلم كاتب أو روائي أو ناقد ان يلتفت إليها صناع الدراما كل في مجاله لينال نصيبه المادي والمعنوي.. !
أليست المحطات توفر مليارات الدولارات لصناعة تتلقفها كل المحطات بشغف عجيب..؟
كما في كل عام تتقدم مسيرة الدراما تتفنن في الوصول الى الناس، وسواء أعجبنا أم لم يعجبنا هي تصل إليهم، تعيد تشكيلهم، جيل كامل ينشأ على وقعها، يجلسون في أحضان أمهاتهم يتابعونها بشغف، ليعيد أبطال المسلسلات بعيونهم الفارغة وخدودهم المحقونة...وأدائهم المصطنع المزيف تشكيل عقول وشخصيات جيل بأكمله...!
soadzz@yahoo.com