تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


القـائــد الإداري

إضاءات
الأثنين 6-7-2015
د. خلف المفتاح

تبدو مسألة اختيار القائد الاداري الكفء من اهم التحديات التي تواجه الحكومات والسلطات الادارية وهي تنفذ خططها واستراتيجياتها فالقيادة الادارية وكفاءتها ومهارتها والتزامها بتحقيق المهام الاساسية الملقاة على عاتقها.

وهنا يطرح السؤال عن الادارة التنفيذية وآليات عملها وذهنيتها وآليات اختيارها ولاشك أن ثمة نظريات متعددة توصف الادارة الناجحة والقائد الاداري الناجح ولكن ثمة قواسم مشتركة تكاد تجمع عليها معظم نظريات الاداره تتعلق بعناصر ذاتية وموضوعية تمكن هذا القائد الاداري او ذاك من أن يكون ناجحا او غير ناجح ويمكن ادراجها ضمن مستويات ثلاثة عقلي ونفسي وعملي.‏

فعلى المستوى العقلي الذي يراه البعض بدهيا لابد للقائد الاداري قبل أن يتخذ القرار السليم من أن يعرف ويحدد ذلك القرار ولا تكون الامور لديه ملتبسة او مشوشة وهنا يظهر الفرق بين المعرفة الصحيحة والخاطئة فالخيارات ليست دائما على درجة عالية من الوضوح فثمة ضبابية ورمادية في ذلك واذا كانت الخيارات سيئة يجب أن يكون القرار الصحيح اقلها سوءا .‏

أما السمة الثانية المطلوبة فتتعلق بالمستوى النفسي فلا يكفي أن يعرف القائد الاداري القرار الصحيح والجيد ولكن عليه أن يتخذ ذلك القرار ويحوله الى خيار فقد يكتشف او يعرف القائد الاداري القرار السليم ولكنه لا يستطيع اتخاذه او يخشى ذلك خوفا من تداعياته او انعكاساته عليه خاصة اذا تعارض مع مصالح بعض القوى النافذة في المجتمع واذا كانت المعرفة هي جوهر الصفة الاولى فإن الشجاعة هي جوهر الصفة الثانية-فالجود يقتل والاقدام قتال - كما يقول المتنبي ولا شك أن السؤال الذي يجب طرحه في هذا المجال هو :لمصلحة من تصب نتائج القرار هل للشريحة العريضة من المواطنين أم للقلة ولاشك أن المعيار الاجتماعي والاخلاقي يدفع باتجاه الخيار الاول أي المصلحة العامة.‏

أما السمة الثالثة والتي تعتبر المعيار العملي لجدوى القرار فهي وتتعلق بقدرة القائد الاداري ومهارته في القدرة على التنفيذ الامثل للقرار فقد نجد قرارات سليمة وناجعة ولكنها تموت في مقبرة الروتين والبيروقراطية والعرقلة وادراج الموظفين وهنا تبرز قدرة القائد الاداري على تشكيل خلية عمل منسجمة ومتعاونة وتملك المهارة والمعرفة لتنفيذ القرار على اكمل وجه بحيث يشعر المستهدفون من القرار بجدواه وفاعليته وانعكاسه الايجابي عليهم ما يحولهم الى قوة دافعة له تعطيه دينامية َإضافية وهنا يلعب التحفيز الاداري والقدرة على شرح وتوضيح القرار دورا كبيرا في ذلك.‏

إن للفشل الاداري العديد من الاسباب يأتي في مقدمتها عدم اتباع المعايير في الاختيار فالاداري الغبي وغير المؤهل لا يمكن له ان يقود ادارة ناجحة لانه اساسا لا يملك القدرة على اتخاذ القرار الصحيح يضاف اليه الاداري الجبان والمتردد الذي لا يستطيع اتخاذ القرار السليم يضاف الى الاثنين الاداري غير الماهر الذي لا يستطيع تنفيذ القرار بالشكل السليم والمطلوب فالقرارات لا تنفذ بشكل ألي وميكانيكي بمجرد اتخاذها وانما تحتاج الى ادوات تعيها ولديها القدرة والقوة الملزمة لتنفيذها بالشكل الامثل .‏

وعند الحديث عن القيادة الادارية الناجحة والكفوءة تبرز مسألة الاختصاص الذي يرى فيها البعض شرطا اساسيا للنجاح في العمل القيادي ولكن هناك الكثير من الاراء التي تعتبر الاختصاص المهني الاساس في ذلك فبدون مقدره قيادية وخبرة ومعرفة وشجاعة لا يمكن ان يكون الاختصاص العامل الاساسي لنجاح القائد الاداري دون العوامل الاخرى التي تمت الاشارة اليها ولعل مسألة وجود كادر من المساعدين والمعاونين الاكفاء الذين يفترض أن يكون للقائد الاداري دور في انتقائهم احد عوامل النجاح في قيادة العمل لان العمل الادراي يحتاج لفريق عمل منسجم ذهنيا ونفسيا ومعياريا وقد يكون المساعد قوي الشخصية والكفاءة متعبا ولكنه ضرورة اساسية لنجاح العمل وكفاءة النتائج وكذلك القدرة على المتابعة والاشراف على مفاصل العمل بتفرعاتها.‏

وثمة ملاحظة تتعلق بالصلاحيات وتوزيع المهام والادوار تلعب دورا اساسيا في نجاح عمل المؤسسة تتمثل بقدرة القائد الاداري على توزيع الصلاحيات والمهام وفق التراتبية الهرمية للمؤسسة فحصر كل الصلاحيات بما فيها التفاصيل والحيثيات في ايدي المدراء او الوزراء لا يتيح لهم معالجة القضايا الكبرى او رسم استراتيجيات عمل ناهيك عن اشاعة حالة من عدم الثقة في مفاصل الادارة ما يؤدي الى الاسترخاء والتسيب والهروب من المسؤولية او التهرب منها بحجة مصادرة الدور من هنا تأتي اهمية تحديد المسؤوليات وتحملها واحترام التراتبية في العمل وتكريس مرجعيات ضمن المستويات الادارية فلا تجاوز ولا مصادرة للادوار وانما تنظيم وترتيب ومنهجية.‏

إن النجاح في العمل القيادي كما اشرنا هو خلاصة عدة عوامل ومناخات منها ما هو موضوعي ومنها ما هو ذاتي ويبقى العمل المنظم والمعايير الواضحة والتخطيط العلمي وتوازن المهام مع الامكانات والصلاحيات عناصر اساسية وضرورية عند الحديث عن القائد الاداري الناجح.‏

khalaf.almuftah@gmail.com

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 خلف المفتاح
خلف المفتاح

القراءات: 11363
القراءات: 1092
القراءات: 841
القراءات: 995
القراءات: 872
القراءات: 938
القراءات: 953
القراءات: 910
القراءات: 982
القراءات: 930
القراءات: 966
القراءات: 908
القراءات: 935
القراءات: 973
القراءات: 1027
القراءات: 989
القراءات: 1086
القراءات: 1064
القراءات: 986
القراءات: 1050
القراءات: 990
القراءات: 1017
القراءات: 1041
القراءات: 1076
القراءات: 1314
القراءات: 1230

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية