لكن هذه التصريحات سرعان ما تتلاشى كفقاعات الصابون، لتبقى الحقيقة العارية المتمثلة بقيام الإدارة الأميركية ومعظم الدول الأوروبية ومن يدور في فلكهما بدعم ومدّ داعش وأخواته بكل أسباب القوة وأدوات القتل والتدمير وتشجيعها على ارتكاب المزيد من المجازر والجرائم بحق الأبرياء.
فقد صدر عن مجلس الأمن عدة قرارات تدعو إلى محاربة الإرهاب وتجفيف منابعه ومنها القراران 2170 و 2178 على سبيل المثال لا الحصر، ولكن الدول التي تستخدم الإرهاب لتحقيق أجندتها العدوانية ضد دول المنطقة العربية همشت هذه القرارات وجعلتها مجرد حبر على ورق، الأمر الذي يشير إلى ان الموافقة على استصدار مثل هذه القرارات هي مجرد تضليل للرأي العام الدولي، واستخدامها كسلاح ذي حدين حيث يمكن العودة إلى هذه القرارات فقط عندما تتأذى المصالح الغربية في المنطقة .
كما أن الولايات المتحدة الأميركية شكلت تحالفاً يضم عشرات الدول المحاربة للإرهاب الداعشي وقام طيران التحالف بآلاف الطلعات الجوية، لكن التنظيم زاد من تمدده وجرائمه بحق البشر والشجر والحجر، ما يعني أن التحالف مجرد غطاء سياسي وعسكري لدعم الإرهاب وليس لمحاربته وبما يحقق مصالح الولايات المتحدة الأميركية ومشاريعها العدوانية ويضمن لها استنزاف طاقات الشعوب العربية خدمة لأمن الكيان الصهيوني .
ما يطرح من مبادرات جديدة لتشكيل تحالفات لمحاربة الإرهاب هو أمر جيد إذا ما توفرت النوايا الجادة والصادقة، وتم إيجاد آليات إلزامية لإجبار الدول والكيانات الداعمة للإرهاب مثل تركيا والسعودية وقطر والكيان الصهيوني على وقف تورطها وتقديمها الدعم المادي والعسكري لهذه التنظيمات الإرهابية، ولا أحد يثق بأن أردوغان وآل سعود الذين يمارسون الإرهاب المنظم ضد اليمن وسورية والعراق والكيان الصهيوني ويقدمون السلاح والعلاج للإرهابيين لديهم النية بمحاربة الارهاب وتجفيف منابعه المعروفة.
المواجهة الحقيقية مع الإرهاب تفترض القيام بعمل جدي على طريق تجفيف منابع دعم تنظيماته والتخلي عن الانتقائية في محاربة الإرهابيين، وبغير ذلك فان الارهاب سيتمدد وستطال ارتداداته أمن واستقرار العالم أجمع .
mohrzali@gmail.com