كما حدث معي في مهرجان المسرح التجريبي في القاهرة قبل أعوام كثيرة.. حين حضرت عرضا ايطاليا يقدم لنا وكأننا نغوص مع الفرقة تحت الماء.. ورغم بعد منزلي آنذاك عن مكان العرض الا أنني أصريت على حضور عروضه الاربعة.. لأحظى بمتعة لم تفارقني قط....
هنا كانت تحضر لنا منابرنا الرسيمة بين فينة وأخرى انشطة تبدو وكانها اقتطعت من عالم كل ما فيه يحيك الابداع خرزة اثر اخرى.. يتفنن بابهارنا وادهاشنا وشدنا, مهما كانت نوعية العمل محاضرة.. مسرحية...ولكنها كانت تكتفي باحضارها!
ليبقى نشاطنا المحلي غارقا في متاهاته.. بعض تلك الانشطة السورية خرقت جمود ثقافتنا وكسلها الابداعي قام بها افراد وتبنتها جهات رسمية ولكن دائما تكثر الاعاقات وتتراجع...
نتاجات عديدة شدتنا.. و نجحت في انتزاعنا من منازلنا والبحث عنها..بل والحزن ان لم نجد مقعدا مسرحيا أو سينمائيا أثناء مهرجان دمشق السينمائي الشهير الذي غيبته الاحداث.. لطالما عشنا مع احداث ثقافية متميزة لاتزال راسخة في أذهاننا حتى وقتنا هذا...
أحداث تبنتها مؤسساتنا الرسمية... واعتنت بحضورها.. صحيح ان التميز كان صعب الحدوث الا أنه لم يكن نادرا كما هو حالنا الآن...
حيث نعيش مع أنشطة لم تعد تشبهنا ولا تناسب ظرفنا... تسير تلك الانشطة التي تأتينا عبر حضور تقليدي... يصر على التواجد رغم كل الظروف ولكن بأي شكل.. هل المهم الاستمرارية بغض النظر عن النوعية....؟
ألا نحتاج الى شكل جديد... الى ملامح تنبض روحا اخرى.. تحمل بعدا جديدا.. بعد ان عشنا مع تنافر غريب بين ثقافة يفترض انها صيغت خصيصا لنا فإذا بها في وقت الملمات نافرة تهرب الى انعزالية مخيفة مع صانعيها.. هل هو عجز... أم ان الظرف أقوى من الجميع ولكن أليست المعاناة تعلي من شأن الابداع وتعلي شأن آخرين... اختاروا الابداع الفني والادبي مجالا لمعاركهم..
لاشك ان ما نعيشه يجعل منابرنا الثقافية الرسمية أمام منعطف لايفترض فقط ان تبدل أدواتها وطريقة تعاطيها بل وأن تبحث بشتى السبل عن كيفية بث الروح في منتوجها عله يكون مبدعا ومؤثرا هذه المرة!