ولايعني أننا نقصده شخصياً، ومن هنا وعلى أساس هذه القاعدة ننطلق في كل مانكتبه وننشره، فالنقد بناء وعمل وعطاء، وتفاعل ومن لايعمل لايخطىء أبداً، وليس باستطاعة أحد أن يشير إلى ملاحظات هنا وهناك. والملاحظة الثانية التي أود الإشارة إليها أننا نعني بالمنابر الثقافية كل من يعمل في الحراك الثقافي، مؤسسات تابعة لوزارة الثقافة واتحاد الكتاب العرب، ونحن العاملين في الصحافة الثقافية وكذلك العاملين في البرامج الثقافية في مختلف وسائل الإعلام.
وإذا ما أردناأن نوسع الأمر أكثر فإننا نصل إلى مكتبات مدارسنا ومعاهدنا وجامعاتنا، والجمعيات العاملة في هذا الإطار من خلال نشاطها الاجتماعي وهو بلون من الألوان تثقيف، كذلك الأمر بالنسبة للمنتديات الأدبية.
وعلى ماتقدم فإننا نسجل المعطيات التالية حول المنابر الثقافية لدينا منابر ثقافية هامة ربما كان توزيعها الجغرافي ليس عادلاً لكنه كافٍ لأن يغطي مساحة الوطن، فأكثر من /400/ مركز ثقافي عادي، ناهيك عن الصروح الأخرى التي لانريد أن نشير إليها الآن.
والملاحظ على هذه المنابر أنها تعاني من قصر الإمكانات المادية والمعنوية والتواصلية، وتفتقر إلى القدرة على التفاعل الخلاق، وانعدام وسائل الجذب وهذا يعود إلى غياب الدراسات التي تعنى باستشراف مايريده رواد هذه المنابر.
وأيضاً نشير إلى أن داءً عضالاً ألم بالمنابر الثقافية جميعها وربما نحن أولها، أعني الشللية والمحسوبية، وهذا أمر كنا قد أشرنا إليه منذ سنوات، وأجد أن معظم ماتعانيه هذه المنابر يعود إلى هذا الداء المقيت، فالمسؤول عن برنامج ثقافي، حواري، إذاعي، تلفزيوني، المسؤول عن منبر للنشر عن مركز ثقافي.. عن.. لايجد أهلاً لأن يكونوا ضيوفه إلا الأحباب والأصدقاء، يمر البرنامج أو النشر عليهم مداورة من شهر لآخر، ولانبرىء أنفسنا من هذه التهمة أبداً.
والشللية هي التي أتت بمسؤولين عن منابر ثقافيةلايعرفون من المتابعة والثقافة شيئاً، وربما بعضهم في مواقع هامة، رصيدهم الإبداعي أنهم أصدقاء لهذا أو ذاك.. والحق يقال ثمة مسؤولون عن المنابر قدموا ماهو متميز وجدير بالتقدير لكنهم لم يجدوا من يسلط الضوء على نشاطهم...
بالمحصلة كلنا مقصرون كلنا مسؤولون، وعلينا أن نبحث عن أدوات تواصل جديدة، واستراتيجيات ثقافية حقيقية تتفاعل مع الواقع وليس على الورق.. وليتسع صدرنا للملاحظات، ورحم الله من أهدى إلينا عيوبنا...
d hasan09@gmail.com