تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الأسود الإبراهيمي

معاً على الطريق
الاثنين 25-2-2013م
أنيسة عبود

أما هذا الأخضر الإبراهيمي ..فلا أدري من أين جاءت أمه باسمه ..إنه الوجه الآخر لنبيل العربي .

لا الأول أخضر ولا الثاني نبيل ..مع ذلك ابتلينا بهما نحن السوريين , الذين ننتظر الفرج على يد شعبنا وجنودنا لا على يد العملاء والمرتزقة وأذناب الناتو .‏

نحن لا ننتظر حلاً من الإبراهيمي الذي قضى حياته في خدمة الامبريالية والصهيونية ..وكلنا نتذكر جولاته وصولاته من بلد عربي إلى آخر متحدثاً باسم أولياء نعمته وأساتذته , ولم يكن يوماً معنياً بالعروبة ولا بالقضايا القومية وكأنه ليس من الجزائر بلد المليون شهيد .‏

إلا أنه وعلى ما يبدو قد خلع الإبراهيمي ثوب الجزائر وهويتها وتناسى ما فعله الاستعمار الفرنسي الذي قتل الملايين من شعبه فكانت الجزائر مخبر التجريب للأسلحة الذرية والنووية, وقد عايش الإبراهيمي تلك الحقبة بالتأكيد إلا إذا كان مؤمنا بأن فرنسا جاءت لتمنحه الديمقراطية على طريقة ما يفعله الأميركي اليوم ببلدان العالم .‏

مع ذلك ..كنا نأمل من هذا الأصفر العجوز أن تتحرك دماء العروبة في عروقه ويتألم على الشعب السوري الذي يحمل الهوية السورية, لا أن يؤجج الفتنة والخلاف ويغمض عينيه عن الدماء التي انسكبت من الأبرياء ووصلت حتى ربطة عنقه الفاخرة لكنه لم يرها ولم يحس بها لأنه يحمل رسالة الغرب ويسير من عاصمة إلى أخرى وفي كل عاصمة يغير أقواله وكأنه لا يربط من لسانه على عادة الرجال الحقيقيين ..فالرجل واضح ..وسورية واضحة ومتنبهة وتعرف تاريخ الأخضر والأصفر , ومن صمد في وجه الحصار منذ الثمانينات حتى الآن ..لا يعنيه أن ينقطع العطر الفرنسي ..ولا الرز الياباني ..ففي أرضنا الكثير من قمح الصمود والكثير من الهندباء والخبيزة والزوفا والكرامة والعزة .. لقد تعلمنا على أن يحاصرنا الطغاة ..وأن يجوع أطفالنا وتبرد أمهاتنا ..لكننا لم ولن نتعلم أن يتحدث باسمنا رجل خرف يقوده رعاة الإبل ورعاة الإرهاب ..نحن الذين ذبحنا ونحن الذين ناضلنا ونحن –السوريين – الذين دمرت بيوتنا ومعاملنا ..ونحن من قطعنا أشجارنا المثمرة لنتدفأ عليها ..نحن الذين سرقنا من قبل لص حلب على مرأى من الأسود الإبراهيمي ولم يحرك ساكنا ..نحن ... أبناء سورية الذين نقرر ونتحدث باسم سورية وليس الأحمر الإبراهيمي أو اللاعربي نبيل الذي يكيل بألف مكيال دون خجل أو وجل طالما رعاة الإبل يملؤون فمه بالذهب الأسود وما أكثره .. وما أكثر الرجال الذين يباعون ويشترون كالنعاج ..بل هم نعاج فعلا" وقد اعترفوا بذلك ..نعاج في زريبة الصهاينة والاستعمار ..وما الجامعة العربية إلا نعجة دوللي التي هجّنها الغرب والصهاينة معا" . فأين صوت هذه الجامعة التي تضخمت وانتفخت كضفدع في وجه السوريين ؟ أين هي الآن من أحداث مصر العربية التي يحكمها مرسي وجماعته بيد من حديد ؟ وأين السيد اللانبيل من أحداث تونس التي يحكمها الغنوشي وأصهاره وأقرباؤه ؟ ولماذا لا تطالب هذه الجامعة التالفة بالحرية والديمقراطية لشعوب الخليج العربي التي لم تعرف يوما انتخابات ولا دساتير ولا حريات ..وأين الجامعة المفرقة من أحداث فلسطين ؟ ولماذا لا تطالب العرب جميعهم وتحملهم وزر الشعب الفلسطيني وعذابه .لتسحب الجامعة بقيادة العربي ومرسي وحمد سيوفها الفتاكة في وجه المحتل الصهيوني ؟ لماذا لم تصبح قوية وفاعلة إلا في قضية سورية ؟ للأسف الجامعة تعرف حجمها .والشعب السوري الصامد يعرف حجم رئيسها , ونعده أن يتذكره التاريخ وسيضعه في صفحته المناسبة ..‏

يا من تقتاتون بالدم السوري ....لن ينساكم الشعب ..ومحكمة الشعب لا تلغى بالتقادم ..فهذا أنت أيها الإبراهيمي.. وهذا أنت أيها اللاعربي ...أنتما معاً خنتما سورية وخنتما الأمانة ..لكننا سنقوم كما قام المسيح ..وكما قام طائر الفينيق من رماده ..سنقوم ..وسنعمر سورية ....ستذكركما حلب و حمص و دمشق الحبيبة ..سنذكركما بمواقفكما اللاأخلاقية وستكون الرايات عالية بينما أنتما ستكونان في الخلف مع الطغاة ..اذهبا .لا ننتظر منكما شيئاً. نحن ننتظر من الشعب السوري الصامد ومن الجيش العربي السوري أن يعيدا سورية كما كانت سيدة الدنيا لنبدأ بتعميرها يدا" بيد وقلبا" مع قلب ..لأنها سورية بوابة الشمس وبوابة الصمود .‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 أنيسة عبود
أنيسة عبود

القراءات: 690
القراءات: 821
القراءات: 735
القراءات: 698
القراءات: 735
القراءات: 659
القراءات: 683
القراءات: 882
القراءات: 929
القراءات: 762
القراءات: 736
القراءات: 776
القراءات: 763
القراءات: 859
القراءات: 758
القراءات: 752
القراءات: 741
القراءات: 825
القراءات: 735
القراءات: 885
القراءات: 744
القراءات: 791
القراءات: 878
القراءات: 960
القراءات: 764

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية