من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأميركية.. فأخذت دولاً إلى غياهب الأمور.. من تونس إلى مصر وليبيا، حيث حطّت بها «ثورات» معلَّبة.. بنكهات لم يعهدها أبناء تلك الدول، فحوّلت شوارعها إلى ساحات حرب واقتتال وفلتان أمني لم تعهده مطلقاً.. وجعلت الأخ يقاتل أخاه.. فصبغت المشهد العام في تلك الدول بين الأحمر والأسود.
هي سورية ساحة حاول من يحلم بعهود الماضي الاستعمارية.. وأيام السلاطين.. أن يذيقها بعضاً من تلك «المعلَّبات» وأن يجعلها في مهب «رياح سمومه».. لكن الشعب السوري كان أقوى من مخططاته.. وأعتى من أن تأخذه رياحهم وهو الصخرة على مرِّ الزمان.. كل ذلك دفع بالمتآمرين وأدواتهم في الداخل إلى صب جام حقدهم على الشعب.. لينتشر ذاك الحقد إرهاباً وتفجيرات هنا وهناك.. تطول الأطفال والنساء والشيوخ.
هي سورية.. تواجه أزمتها بكثير من الصمود والحكمة والاقتدار.. ففي ساحات المواجهة بين الجيش العربي السوري والعصابات المجرمة المرتزقة يكتب عناصر جيشنا أسطر انتصاراته بأحرف من دم.. بالتوازي مع حراك شعبي حكومي على صعيد الحوار الوطني..
هي سورية أمام مرحلة جديدة.. مرحلة غربلة لكل فاسد وعميل وخائن.. ليسقطوا من الغربال كدقيق القمح، ويذهبون مع الريح.. ويبقى الصالح الشريف «كبذار المونة» لمستقبل سورية.. سورية المتجددة، والتي ستكون أكثر قوة وممانعة.. وحضارة وديمقراطية.
Mon_eid@hotmail.com