في حالة كهذه يتعالق الأدب مع التاريخ, فيأخذ منه ويعطيه.. ومن المتعارف عليه أن الأدب هو التاريخ غير الرسمي .
أعتقد أن على الأدب الخروج من الحالة إلى الإحالة, وبما يعطيه مدداً في الرمز والمعنى أكثر بقاء, ويمكن إسقاطه على حالة مشابهة في زمان آخر ومكان آخر.. أي أن يخرج من عباءة التأريخ.. أو التوثيق.
في التعامل مع الحالة يصبح الأدب أكثر مباشرة وتقريرية ووصفاً.. ولعله يشكل جرعة زمنية محدودة الفاعلية, أو يصبح أدب مناسبات, لا يصلح خارج إطارها.
أما في التعامل مع الإحالة فأعتقد أن الأدب يخرج من أسوار المكان والزمان ويحلق كغيم محتشد بمطر مشتهى.. سيُنبِتُ أخضر أينما هطل.
فإن كان الواقع بحراً مالحاً, فعلى الأدب أن يكون شمساً تبخّره غماماً يختزن ماء نقياً.
الخروج من الحالة إلى الإحالة يتطلب مهارة وفهماً أعمق لوظيفة الأدب, وهو ما يجعل الأدب يبتعد عن قطريته ومحدوديته, ليكون أدباً إنسانياً كونياً صالحاً ليلامس أوجاع أو آمال أي شعب.
هذا خيار لابد أن يقرر كل أديب موقفه منه, ليعطي لنتاجه الهوية التي يريد عن وعي كامل.
suzani@aloola.sy