لاشك ان مجانية الثقافة أثبتت في مختلف المراحل أنها مهمة.. ولكن المشكلة بدأت تظهر منذ تعقد الحياة العصرية واختلاف معاييرها منذ ذلك الوقت.. ومن اوائل الناس الذين تبنوا التغيرات المادية، بعض المثقفين ولكنهم كانوا دائما يعيشون صراعا بين الانتشار وبين تحويل منتجهم الابداعي الى حالة ربحية يمكن أن تحدهم.
قلة من تمكنوا من تحقيق الامرين.. فبقي المثقف يدور في فلك تلك المعادلة والناس يبتعدون عن الهم الثقافي بما فيه من متعة يمكنها ان تجدد أرواحهم وتذهب بهم الى أماكن تعطي للحياة بهجة غير متوقعة..
لاشك أن أحد الحلول التي كانت تطرح باستمرار هو استثمار الثقافة... ولكن كثيرا ما كنا نرى تنفيذاً خاطئا لهذا المفهوم، اذ إن المشتغلين على هذا الامر كانوا يستقطبون من خلال أفلامهم أو مسرحياتهم أو لوحاتهم أو موسيقاهم.. فئة ليست هي المطلوبة..لأن الثقافة بالنسبة اليهم كأي ترف آخر.. فبقيت الثقافة في واد ومن يحتاج اليها فعلا في واد...
الثقافة الحقيقية حين تتمكن من الحضور لدى الاغلبية فإنها تدفعنا الى التأمل والتعرية والى الوقوف طويلا لنقد الذات وتحويل الطاقات الى ايجابية.. فلا نبقى رهينة أحد على العكس يبقى رهينة فكره وتجربته وما يريده هو فعلا.. بغض النظر عن المحيط وفي أي اتجاه يجرفه..
soadzz@yahoo.com