عن أشباه النقود والتي تعبرّ عن الودائع الآجلة والادخارية غير الحكومية بالعملات الأجنبية والودائع بالعملات الأجنبية للمقيمين, ويعبر عن النقود وأشباه النقود باسم السيولة المحلية, وهذه المكونات تتعرض للتغير حسب واقع النشاط الاقتصادي من نمو وركود وتضخم وانكماش وغيرها.
وتقوم النقود في أغلب الأحيان بخداع أصحابها ونقصد بذلك ارتفاع دخولهم النقدية لكن بالترافق مع ارتفاع الأسعار, ويكون معدل زيادة الأسعار هنا أعلى من معدل زيادة الدخول, وبالتالي تتراجع القوة الشرائية لوحدة النقد الواحدة وتقل كمية وقيمة السلع والخدمات المقابلة لها, ونتيجة ذلك تصبح المقدرة الشرائية للمستهلك أقل رغم زيادة دخله النقدي, ونتيجة هذه الزيادة يزداد استهلاكه ظنا منه بأن استهلاكه ازداد مع زيادة دخله, ولكن فجأة يكتشف أن هذا غير حقيقي وبأنه وقع في خدعة زيادة دخله النقدي دون أن تترافق مع زيادة قدرته الاستهلاكية, وهذه الخديعة تشبه الخديعة التي تمارسها دول الثمانية وهي (الولايات المتحدة الأمريكية- فرنسا- بريطانيا- ألمانيا- ايطاليا- اليابان- كندا- روسيا), و غاب عنها الرئيس الروسي (فلاديميربوتين) وأوفد رئيس وزرائه (ديمتري ميدفيديف), وهذه رسالة واضحة إلى القمة وخاصة أنه سبق ذلك الإعلان عن مواقف روسية تتعلق بالشأن الدولي وبالمشاريع المطروحة على طاولة القمة من الملف السوري والإيراني والكوري الشمالي, ومؤكدين بأن العالم لم يعد كما كان في تسعينات القرن الماضي, وكانت الرسالة الروسية واضحة من خلال التركيز على محاربة الإرهاب الدولي والعمل لتخفيض انبعاث الغازات المسببة للاحتباس الحراري وبأنه يجب على الدول السبع الصناعية أن تتوقف عن تصدير فتاويها ونصائحها للآخرين وهي التي تئنّ تحت وطأة الديون الخارجية والتي زادت عن نسبة 100% من الناتج المحلي الإجمالي لبعضها, وخاصة في أمريكا ودول منطقة اليورو البالغ عددها /17/ دولة وتهديدات اليونان بالانسحاب من منطقة اليورو والمشاكل الكبيرة في ايطاليا واسبانيا وبدء تلمس انفجار الأزمة في الدول الكبيرة الأخرى, ومن هنا ظهر الخلاف الكبير بين النظرة الفرنسية التي عبرّ عنها الرئيس الفرنسي الجديد (فرانسوا أولا ند) والأمريكي (باراك أوباما) بأنهما ضد اعتماد سياسة التقشف و مع التركيز على تفعيل مقومات النمو الاقتصادي, بينما ركزت بريطانيا على عدم فرض ضرائب جديدة على المعاملات المالية, وركزت ألمانيا وعلى لسان مستشارتها (ميركل) على تخفيض نسب العجز في الموازنة واعتماد سياسة تقشفية تؤدي إلى تقليل الإنفاق العام وزيادة الإيرادات, والعمل لتهدئة الاضطرابات في سوق الأوراق المالية... الخ
وهنا نسأل بل نتساءل هل سيكون الفشل مرافقا لاجتماع هذه الدول في ظل الخلافات الكبيرة بين بعضها البعض كما حصل سابقا لمجموعة الدول العشرين, وخاصة مع تجاهل الخلل الكبير في النظام الاقتصادي العالمي السائد والاستقطاب الدولي الجائر وزيادة التفاوت بين دول الشمال والجنوب وتأجج تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية وتعمقها عموديا وتوسعها أفقيا وانهيار /7/ حكومات أوربية من جرائها ...الخ.
ونعتقد بأن هذه الدول وإن كانت قادرة في السابق على تصدير مشاكلها للخارج لكن لم يعد بمقدورهم الآن ذلك لتغير مواقع القوة الاقتصادية العالمية وظهور الاقتصاديات الناشئة والتي ساهمت بأكثر من 60% من معدل النمو العالمي الاقتصادي لعام 2011 وأصبحت دول مجموعة البر يكس من (روسيا- الصين- البرازيل- الهند- جنوب أفريقيا) لاعبا أساسيا على الساحة العالمية من الناحية الاقتصادية والسياسية والاجتماعية, وأكدت بالأدلة الدامغة على أن الغرب لم يعد مركز العالم, فهل تتوقف الخدعة الكبرى التي تمارسها الدول السبع الصناعية على العالم, وتسمى الأشياء بمسمياتها الحقيقية, والدليل على ذلك مايجري من مؤامرة كبيرة ضد سورية وإيران وكوريا الشمالية وكان الموقف الروسي واضحا وجليا كما ظهر سابقا في اجتماعات مجلس الأمن عند مناقشة الوضع والشأن السوري, ونسأل لماذا ليست الصين عضوا في هذه الدول علما أنها تحقق أكبر معدل نمو اقتصادي ولديها أكبر احتياطي نقدي وتعتبر بمثابة المعمل الشعبي العالمي وميزانها التجاري يحقق فائضا مع كل دول العالم, فهل نعيد قراءة اللوحة الاقتصادية العالمية وفي مقدمتها الخديعة الكبرى لهذه الدول ولعملاتها من الدولار واليورو والجنيه والين ونتخلص من الخديعنين الكبيرتين أي خديعة الدول السبع الصناعية وخديعة النقود.