| سار...كوزي لبنان ابن العائلة اليهودية القادم من هنغاريا, يبدو أنه قرأ الكثير من روايات هونوريه دي بلزاك في ليالي الحلم, وتأثر بشخصياته التي تحترق طموحاً وتتحرك طرقاتها باتجاه العاصمة, نقطة الضوء وقنديل الفراشات, يحدوها هاجس واحد, هو الوصول...ومحطة ساركوزي البلزاكية هي الرئاسة. لكن المهاجر الخمسيني الذي لجأ والده في خواتيم الحرب الكونية الثانية إلى رحمى دستور بلاد الغال والعقد الاجتماعي لجان جاك روسو في الحرية والعدالة والمساواة من مقصلة روبسبيير, ومهّد له الدرب إلى الطموح المشروع لا يبدو أنه يجيز لغيره هذا الحق, فهو يريد الوصول وحيداً إلى نهاية المضمار مع أنه ليس مثقفاً ولا منظّراً, ولا حتى عقائدياً...إنه ببساطة وصولي. لذلك ذهب نحو أقصى اليمين مدعيّاً أنه ديغولي وقد سبقه جاك شيراك في التملص من الديغولية عندما تشارك فراش الحكم مع الاشتراكي فرانسوا ميتران, كما أنه لا يمتُّ إلى ثقافة الماريشال بيتان في تقديس ثالوثه (العمل والعائلة والدين) لكنه ورث عنه كراهية الأجانب, فوصف سكان الضواحي الذي قدم أغلبهم من شمال إفريقيا ب (الحثالة), فثقافة التسامح التي وفّرت له ما هو عليه الآن ضنين بها على الآخر. عندما لمح ساركوزي العالم يتكوّر في قبضة اليانكي تخلى تماماً عن (العبقرية الفرنسية) وهاجس ديغول في الابتعاد عن التأثير الأمريكي, وانتحى جانب (المحافظين الجدد) في دكان جديد على جادة الشانزيليزيه, دون أن يرى أبعد من أنفه بأن دكاكين هؤلاء المحافظين الأمريكية تقفل الواحدة تلو الأخرى, ويذهبون فرادى إلى أراجيح النقمة يتلذذون بما تركوه من فوضى عارمة. ساركوزي على أعتاب الإليزيه إن لم تسحب سيغولين رويال وسط فرنسا إلى خصرها, لذلك علينا في هذه المنطقة أن نقارب شخصية الرجل المتهورة وخلفيته لأن سنوات صعاب تنتظر العلاقات الفرنسية - العربية حالَ عتّب بوابة القصر. سألت صديقاً فرنسياً...من ستنتخب? ضحك وأجاب لا أحد, والسبب أنها المرة الأولى يجيء جميع المرشحين من خارج دوائر الرؤى وربما الثقافة!! وإذا قرأنا ما كتبه وزير الخارجية الفرنسية الأسبق هوبير فيدرين مؤخراً بأن السياسة الخارجية (ليست ترفاً...لأن فرنسا ستحتاج إليها أكثر من أي وقت مضى) نعلم مدى انسداد الأفق الخارجي الفرنسي بعدما شخصنه شيراك الذاهب إلى متاعبه ونزوع ساركوزي إلى أرومته الدينية وصورته إلى جانب بوش. ذات يوم وبعد طول مماطلة أقنع رجل أعمال لبناني صديقه ساركوزي بمقابلة السفراء العرب في باريس, وعندما دخل المهاجر الرئاسي مكان الاجتماع بادر السفراء قبل السلام بالقول: (لتعلموا أنني صديق إسرائيل), والبعض من هؤلاء كان يعلم أن أول رحلة حزبية له كانت للقاء آرييل شارون طويل الغيبوبة. لكن استعجال ساركوزي الوصول بأي ثمن حتى ولو شتم الآخرين ولُقّب ب (ساركوزي الأمريكي) حجب عنه أن مثاله الأمريكي أطاح بخوسيه ماريا أزنار عام 2004 وسيودي بطوني بلير قريباً ليذهب ويتأمل صورته كتابع صغير, وربما برحيل برلسكوني, ولن تنفع معها حشود الساسة الفرنسيين معه في الساحات أو حتى أغنيات المغنين. إذا وصل المسيو ساركوزي ستكون الأمور مع فرنسا حامية, لكن هل تحمل جمهورية الألوان الثلاثة رجلاً من لون ghasanshami@gmail.com ">واحد...وحائل. ghasanshami@gmail.com
|
|