تحاول إسرائيل استكمال خططها المعروفة تجاه الشعب الفلسطيني سواء لجهة تصفية حساباتها مع المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة،أم تسريع عمليات الاستيطان في الضفة الغربية، فضلا عن استهداف عرب 48 بمزيد من القوانين العنصرية التي ترمي إلى التضييق عليهم في أرضهم، وقطع روابطهم مع بقية أبناء شعبهم وأمتهم أو دفعهم للهجرة .
غزة تتعرض لعدوان متواصل حصد خلال الأيام الماضية عشرات الشهداء والجرحى، دون أن نسمع مواقف دولية جادة إزاء هذا العدوان، ومن فطن في الغرب أو في نيويورك لإصدار بيان أو تصريح، فانه حمل المسؤولية على نحو غير مفهوم لكلا الجانبين الجاني والضحية.
صحيح القول إن إسرائيل لم تتورع دائما وفي كل الأوقات عن ممارسة العدوان على الشعب الفلسطيني، لكن في هذه الظروف التي تعيشها المنطقة تبدو الظروف مؤاتية لتصعيد هذا العدوان دون كلفة تذكر، باستثناء ما يتوفر لدى منظمات المقاومة الفلسطينية في القطاع من وسائل رد بسيطة مقارنة بالآلة العسكرية الضخمة التي يوجهها جيش الاحتلال نحو القطاع المحاصر .
ولعل من بين أهداف هذا العدوان إحباط الجهود التي لاحت في الأفق لإحياء عملية المصالحة الفلسطينية التي تلقت بعض الدفع مع التغييرات التي جرت في مصر، وذلك بهدف إرباك الساحة الفلسطينية وخلط أوراقها بهدف إعادة تعويم الجدل البيزنطي بين طرفي المصالحة حول الأولويات، وهو جدل نظري إلى حد بعيد في ظل فشل العملية السياسية، وضرورة توحد الجميع خلف منطق المقاومة.