تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


أبجدية الحبّ...

من داخل الهامش
الاثنين 11-4-2011
ديب علي حسن

من لايملك قلباً يحب الحياة ويهبها معناها وجوداً وعطاء وتفاعلاً ونقاء، بالتأكيد ليس إلا مجرد كتلة جسدية تشغل حيزاً من البقعة التي يعيش عليها، أينما كان وحيثما حلّ.

والجغرافية التي لايغينيها أبناؤها بالعمل والعطاء ويجعلونها حقولاً خضراء ليست إلا بادية قاحلة، وشعبنا وأرضنا ليسا في هذا المضمار أبداً، شعب عمر حضارته عشرة آلاف سنة ونيف، وأرض وهبت الدنيا جمالها وفتنتها وسميت شامتها..‏

عبقرية المكان عانقتها عبقرية الإنسان، فكانت سورية الماضي والحاضر والمستقبل.. ليس من باب الإنشاء ولا التمجيد بل هي حقائق التاريخ والوجود.. عودوا إلى أي منجز حضاري ألا تجدوا أثراً سورياً فيه... ألم نعطِ العالم أبجديته..؟!‏

ألم يصل أجدادنا إلى آخر بقاع الأرض ناشرين إبداعاتهم..؟ ألم تنتشر قيم المحبة والألفة والوئام من هنا..؟!‏

أليست دمشق أقدم عواصم الأرض.. أليس عطر جوريها يفوح في الدنيا كلها..؟!‏

سورية أبجدية الحب والعروبة والسلام، أبجدية الحضارة، ليست وطناً عادياً، ولامحطة عابرة، ولابقعة أرض يابسة هي الشعب والحضارة والموقف، هي نبض من افتداها منذ آلاف السنين وحتى اليوم والغد.. سورية بقعة النور والضياء، لاتنكسر لاتلين إلا للعطاء، إلا للمحبة، سورية لأبنائها شمالاً وجنوباً، شرقاً وغرباً، سورية ملاذ من لاملاذ له.. لن نكرر الشواهد والأمثلة رغيف خبزنا في أفواه الآخرين قبل أن يكون لنا، جراحهم نزفت من شرايين، وأجساد آبنائنا وإخوتنا روت كل شبر من الأرض العربية..‏

سورية بيت العرب قبل أن تكون بيت أبنائها.. فلماذا استهدافها لماذا علينا أن ندفع دمنا من أجل كل شقيق والآن علينا أن نقدم ماتبقى ليكون أشلاء بأيديهم...؟! لماذا وطننا لماذا هذا الكم الهائل من الحقد..؟! أحان وقت دفع ثمن المواقف مرات ومرات...؟!‏

ما أمرَّ حقدكم .. ما أشد ضغائنكم...!!‏

سورية صبراً على البلوى.. صبراً على الجرح المفتوح، فالشعب الذي أعطى العالم أبجدية النور والعلم هو الشعب ذاته القادر على تحويل رياح السموم وردها، هو الشعب الذي تكسرت النصال على النصال لكنه ماضاق ذرعاً بالحب بالوفاء ولسان حاله يقول: وسوى الروم خلف ظهرك روم...‏

سورية الأرض والشعب والإرادة.. عبقرية الزمان والمكان، أصالة الحضارة ونبض العروبة ستبقى أكبر وأسمى وأرفع عن كل الجراح، وأبجدية حبها التي روضت كل الغزاة ليست عاجزة..‏

d hasan09 @gmail com‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 ديب علي حسن
ديب علي حسن

القراءات: 753
القراءات: 758
القراءات: 784
القراءات: 673
القراءات: 689
القراءات: 773
القراءات: 841
القراءات: 781
القراءات: 654
القراءات: 855
القراءات: 756
القراءات: 732
القراءات: 721
القراءات: 740
القراءات: 724
القراءات: 674
القراءات: 836
القراءات: 695
القراءات: 768
القراءات: 743
القراءات: 811
القراءات: 777
القراءات: 802
القراءات: 721
القراءات: 768

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية