تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الإرهاب ....مستمر

معاً على الطريق
الاثنين 8-1-2018
مصطفى المقداد

ثمة روابط واضحة بين ما يجري في العالم من أحداث يصل بينها خيط قوي طرفه مربوط بغرف الاستخبارات المظلمة في كل من واشنطن وتل أبيب ولندن وباريس ، وبالتالي فإن الأحداث وأعمال الشغب في المدن الإيرانية ترتبط بصورة أكيدة بكل ما حصل في سورية من عدوان ، وقبلها في تونس وليبيا ومصر واليمن وغيرها ،

فالعدو واحد وهو يضع استراتيجية طويلة المدى للسيطرة على مقدرات الشعوب الأخرى ومنها الشعب العربي والشعوب الآسيوية والأفريقية وشعوب أميركا اللاتينية فيرسم المخططات بعيدة المدى ويفصل لها برنامجاً زمنياً يتعلق بكل دولة أو مجتمع ، وهو يبني خططه على أساسات وقواعد سابقة ينطلق بعدها لمرحلة أبعد دون أن يستثني أي مجتمع مستهدف ، وهو إن ابتعد عن تنفيذ المخطط العدواني في دولة من الدول فإن ذلك ليس أكثر من تأخير إلى حين الاستحقاق المواتي من خلال خلق ظروف موضوعية مهيئة للبدء بالمشروع العدواني .‏

ومن متابعة المشاريع العدوانية نرى أن الشكل الإرهابي جاء ليتوج مرحلية عدوانية غير مسبوقة في اتباع سياسة التوحش لتحقيق هدفين اثنين لا ثالث لهما ، أولهما ضمان السيطرة على الثروات والطاقة ، وثانيهما الحفاظ على التفوق العسكري والعلمي للكيان الصهيوني في المنطقة كلها.‏

ومن هنا نرى قوة الارتباط ما بين أحداث الشغب في الداخل الإيراني وبين النشاط الإرهابي في المنطقة والعالم باعتبار أن إيران تمثل إحدى أهم العقبات أمام تحقيق الهدفين السابقي الذكر ، ويؤكد هذه النظرية الضياع والتخبط والغباء في السياسة الأميركية الخارجية تجاه ما يحدث في إيران ، فتدعو لعقد جلسة خاصة لمجلس الأمن الدولي ضاربة عرض الحائط كل القوانين التي تمنع التدخل في الشؤون الداخلية للدول ، لتواجة أكبر صفعة حتى من جانب الحلفاء الذين يواجهون إحراجاً أخلاقياً يمنعهم من تبني الموقف الأميركي .‏

ومختصر الحكم أن الإرهاب يمثل الخطة الأكثر تطوراً في العدوان على الشعوب العريقة من جانب الاستعمار الغربي وخاصة الجانب الأميركي الساعي إلى سلب الشعوب تواريخها والشروع بتاريخ جديد أقدمه حضارة الكاوبوي والسلب والسيطرة عبر القتل والتخريب ، وإذ يأتي الدور اليوم على إيران فإن مواجهات بدأت بصورة تشبه الخطة العدوانية على سورية ومن نهاياتها لكسب الزمن ، لكن القدرة الوطنية تكسب إيران الكثير من عوامل الصمود والمواجهة لتبقى المعركة مستمرة ضد الإرهاب بانتظار الانتصار الناجز بالقضاء على بذور الفكر الإرهابي ذاته وهو مرتبط بالفكر الاستعماري ما يعني ضرورة وأد الفكر الاستعماري من أساسه.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 مصطفى المقداد
مصطفى المقداد

القراءات: 11447
القراءات: 864
القراءات: 798
القراءات: 774
القراءات: 817
القراءات: 841
القراءات: 882
القراءات: 807
القراءات: 857
القراءات: 919
القراءات: 869
القراءات: 858
القراءات: 883
القراءات: 882
القراءات: 889
القراءات: 973
القراءات: 911
القراءات: 960
القراءات: 978
القراءات: 967
القراءات: 839
القراءات: 912
القراءات: 952
القراءات: 953
القراءات: 850
القراءات: 998

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية