|
|
لغة التصعيد ونبرة التهديد! البقعة الساخنة بمناطق في ريفي إدلب وحلب المحاذية للحدود التركية ليست بلا مناسبة، ولا مُصادفات جعلتها تجري معاً في توقيت واحد تُستعاد فيه لغة التصعيد ونبرة التهديد. الحركة الأميركية التركية لا تعطي مؤشرات بأن مخططاً عدوانياً يُعده الجانبان لعرقلة تقدم الجيش العربي السوري باتجاه مدينة إدلب، بل تؤكد الشروع بتنفيذ المخطط الذي ينطوي على أهداف ميدانية وسياسية خبيثة، فمن جهة تسعى واشنطن لحماية تنظيم جبهة النصرة الإرهابي ومحاولة تجنيبه مصير الدواعش، ومن جهة أخرى تريد تطويق المسعى السياسي بعقد اللقاء الحواري في سوتشي. نظام أردوغان الذي يُوحي في تصريحاته وخطابه السياسي بأنّ ثمة تباينات وخلافات عميقة قائمة بينه وبين واشنطن، تُوحده الأهداف ذاتها مع الجانب الأميركي وما زال يعمل معه وتحت إشرافه، بل ربما بات مؤكداً أنهما يُظهران إعلامياً خلافاتهما بشأن الموقف من الأكراد، لكنهما يُوظّفان ذلك سياسياً بما لا يُفسد غايتهما المشتركة بتشغيل التنظيمات الإرهابية - وعلى رأسها النصرة بعد داعش - لاستهداف سورية. لا يمكن التقليل من خطر الحركة الرعناء الأميركية التركية التي قد تكون الأخيرة، لكن لا ينبغي للعالم تجاهلها أو السماح بتمريرها تحت أي عناوين كاذبة اختبرها وتَثبَّت من عُهر المتحدثين بها والمؤيدين لها غير مرّة، خاصة أن لسان مُرتزقة واشنطن وأنقرة فضح غايات التحرك الجديد، وبات ينطق بما يعجز المُشغلون عن قوله. إن مصير محاولة استعادة لغة التصعيد ورفع نبرة التهديد سيكون الفشل، ولن تعود على أصحابها إلا بمزيد من الفضائح والخيبات، ذلك أن تحرير الجيش السوري عشرات القرى والبلدات في محافظة إدلب خلال أيام قليلة لا يؤكد فقط توفر العزيمة والإرادة بدحر تنظيم جبهة النصرة والفصائل الإرهابية المتحالفة معه، بل يؤكد أن قرار تنظيف المحافظة من الإرهاب وبسط السيادة والأمن والاستقرار فيها قد اتُخذ، لا رجعة فيه، ولن يقوى أحدٌ على تعطيله.
|
| ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
