تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


حين تنتهي الصلاحية..!!

الافتتاحيــة
الثلاثاء 19-2-2013م
بقلم رئيس التحرير عـــلي قــاســـــــم

لسنا بوارد التذكير بما هو مسلّم به، لكن حين يصر البعض على التعامل بذاكرة قاصرة، أو يحاول التذاكي، تصبح الحاجة أبعد من تذكير، وأوسع من تسليم بالبديهيات، ففي عالم السياسة يقولون، عندما تبدأ حسابات الكبار يتوه الصغار،

وفي الدبلوماسية حين تتحادث الأقطاب وتلتقي على المفاهيم والمصطلحات.. تفاهما أو اختلافا، تنزوي الأدوات.‏

أما في تجارب التاريخ.. فعندما تحين لحظة الاستحقاق في الأحداث الكبرى والمفصلية، تعود الدول.. والدويلات..والمماليك.. والمشيخات إلى حجمها في الجغرافيا، وإلى حيزها في السياسة، وينكفئ الممولون والحاضنون والرعاة أو يتريثون، إلا الحمقى منهم، وما أكثرهم، فيغالون، ويكابرون ويصرون على الغوص في القاع أبعد.‏

فالعناوين التي يمكن التقاطها في حديث لافروف -كيري، كانت منذ البداية، تشير إلى انها ليست للتعارف الشخصي، ولا تدل على الرغبة في المناكفة السياسية، وإن كانت لا تكفي لفتح بوابات ونوافذ يمكن الركون إليها، أو البناء على ما نتج عنها، فعلى الأقل تساهم في تعديل المزاج السياسي والمناخ الدولي.‏

في الوقت ذاته لم يكن صعبا ولا عسيرا فهم المغزى الذي يتعثر في قراءته مراهقو السياسة، وصبيان الدبلوماسية، خصوصا حين تصدّوا لقراءة ما أبطنته المكالمة، وما أظهرته، وحاولوا تفسير ما هو خارج أسطرها، أو بينها، رغم أنها جاءت بمفردات ومصطلحات لا تحتمل الكثير من التأويل، حتى لو اصطاد بعضهم في كلماتها.‏

ما هو مؤكد، أن الحال بين عهدي الدبلوماسية الأميركية السابقة والحالية لا يتطابق مع بعضه على الأقل في الشكل، حتى لو تقارب في المضمون، وسواء زال الالتباس أم بقي، فإن الأدوات التي اعتادت الارتزاق على المشروع الغربي في المنطقة، تريد أن تعاند اتجاه ريح السياسة، وأن تكابر في مواجهة مناخ الدبلوماسية، وتجاهر في خشيتها وهلعها من الاحتمالات.‏

فتصر على رفض الاعتراف بهزائمها في السياسة وفي الدبلوماسية، وتحاول - ما استطاعت - أن تؤخر في إقرارها بفشل مرتزقتها وإرهابييها في تحقيق ما وعدت به، وما رهنت عليه مستقبلها السياسي، وما قامرت بوجودها من أجله، وما عملت ليل نهار على الترويج له، وأحرقت في سبيله مراكب الرجعة، وأوراق الممكن، واحتمالات المتاح.‏

قد يرسم البعض الكثير من الأسئلة المعلقة في زمن تتبدل فيه الاتجاهات، وقد تحضر إلى الذهن الكثير من الإجابات المؤجلة حين تتغير المعادلات بأطرافها ورموزها أو حين تهتز نتيجة مراجعة في الحسابات والحصيلة، لكن على جانبها الآخر تنتشر الطفيليات، ويكثر المرتزقة والمصطادون الذي هم في الغالب، فرق حساب يضيع في زحمة التحولات ويتوه في مرحلة الانتقال وإعادة التموضع.‏

السوريون الذين حسموا اتجاههم، قبل أن تتشكل الاتجاهات، وكانوا الطرف الدائم قبل أن تتضح المعادلات، حجزوا موقعهم على كل الخرائط، بعد أن خطوا بإرادتهم ثوابت حضورهم، ورسخوا بتضحياتهم عوامل صمودهم، تقارب الكبار أم تباعدوا.. اتفقوا أو اختلفوا، هرول الصغار أم انكفؤوا، عدلوا في أدوارهم أو استبعدوا لانتهاء الصلاحية، وانتفاء الحاجة لخدماتهم وحتى لوجودهم على الخارطة.‏

ينطلق السوريون نحو حوارهم.. يجهزون طاولته،.. أحضروا أوراقهم السورية، وقد سطروا في أولها وآخرها.. في مقدمتها ومنتصفها وخاتمتها.. قرارهم الوطني المستقل، وأيقنوا قبل سواهم وعملوا على ما أيقنوا به، بان ما يقررونه هو المعيار، وما يتفقون عليه هو الأساس.‏

a.ka667@yahoo.com

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 علي قاسم
علي قاسم

القراءات: 7018
القراءات: 942
القراءات: 1092
القراءات: 886
القراءات: 890
القراءات: 870
القراءات: 997
القراءات: 843
القراءات: 776
القراءات: 872
القراءات: 921
القراءات: 809
القراءات: 747
القراءات: 804
القراءات: 1002
القراءات: 882
القراءات: 696
القراءات: 887
القراءات: 910
القراءات: 970
القراءات: 916
القراءات: 797
القراءات: 970
القراءات: 886
القراءات: 1011

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية