روح المبادرة وتعميمها...!
منطقة حرة الأربعاء 16-2-2011م امير سبور اتسعت رقعة انتشار زيت الزيتون السوري لتصل إلى أقصى الغرب وأيضا الشرق نظرا للسمعة المميزة لهذا المنتج الذي يمكن أن نطلق عليه اليوم الذهب الأخضر أو كما سماه البعض بنفط المستقبل
ولا يخفى على احد اليوم أهمية إنتاج الزيتون السوري الذي اتسعت رقعة زراعته بمختلف المحافظات السورية ووفقا للإحصاءات الرسمية فان إجمالي الإنتاج يتراوح بين 850- 950 ألف طن سنويا ينتج عنها كمية من 160-170 ألف طن من زيت الزيتون وإذا كان إجمالي الاستهلاك المحلي لا يزيد على 100 ألف طن سنويا من هذا الإنتاج نجد من الضرورة بمكان اللجوء إلى تصريف المنتج وتسويقه بشكل كامل وأمام مختلف المحاولات التي قامت بها جهات خاصة وغيرها إلا أن الأمر لم يتعد الحدود الضيقة والمحاولات الخجولة وبهدف تسليط الضوء على ما نسميه روح المبادرة التي من واجبنا الإشارة إليها لا بل وتحفيزها وإمكانية التعميم لمبادرات خلاقة يمكن أن تسهم بالنتيجة في خلق منظومة اقتصادية متكاملة بين الإنتاج والترويج والتسويق للمنتج السوري وفتح أسواق خارجية له وصولا إلى تحقيق القيمة المضافة التي ننشدها جميعا ولمختلف المنتجات الزراعية والصناعية السورية.
وما نريد قوله إن دخول مؤسسة الخزن والتسويق مجالي التسويق والإنتاج منحها ميزة افتقرت إليها المؤسسات الأخرى لعقود مضت حيث استطاعت أن تتصدى لهذا التحدي من خلال جهود استمرت لأشهر متواصلة لحين تامين كميات الزيت وبمواصفات عالية الجودة مع اعتماد آلية تغليف تستطيع المنافسة في أسواق مفتوحة بالشكل والمضمون وهكذا تم تصدير ما يزيد على 40 ألف طن من زيت الزيتون السوري إلى فنزويلا ولم تتوقف محاولاتها عند ذلك بل استمرت المبادرة نحو الدخول إلى أسواق نحو آسيا وهذا ما سعت إليه المؤسسة عبر قيامها بسبر السوق الإيرانية والمشاركة في معارض غذائية وتقديم عينات مجانية من زيت الزيتون عشتار الذي اعتمدته كاسم تجاري لعدد من الجهات الخاصة والعامة في إيران وبالوقت ذاته استمرت على الصعيد المحلي بتامين المادة الأولية وتسويقها من المزارعين في أيام الوفرة وتامين المستودعات اللازمة للتخزين لا سيما وإنها المؤسسة الوحيدة التي تمتلك البنية التحتية لهذا العمل الذي يضعها بالمقدمة ويجعل تدخلها أكثر ايجابية وخاصة في تسويق المنتجات الزراعية أيام الوفرة وتوفيرها أيضا أيام الندرة ...! تلك مسالة يجب التوقف عندها قليلا للقول: إن عملية المبادرة مسالة تتعلق بالادارة وصحة وسلامة التحرك لهذه المؤسسة أو تلك ومع تقديرنا لجميع الجهود التي تبذل هنا وهناك إلا أنها قد لا تترك الأثر الواضح والبصمة المطلوبة بما يلبي طموح المنتجين السوريين في القطاعات الزراعية أو الصناعية منها.
من هنا نختم بان روح المبادرة التي سقنا مثالا حيا عنها قد نجده لدى البعض ولكن بالوقت ذاته علينا تحفيز تلك المبادرات ومحاولة تعميمها وليس العكس لأننا ننشد بالنهاية الوصول إلى منتج سوري اقتصادي متكامل يترافق مع منظومة مؤسساتية متكاملة أيضا ويحقق القيمة المضافة كأي منتج عربي أو أجنبي آخر ...!
Ameer-sb@hotmail.com
|