حتى ولو اعتبرت إيليانا روس- ليتينين التي تحمل على ظهرها قبر راحيل وهي تتجول في أروقة الكونغرس، أن الزمان مات في المنطقة التي يفترض، لتستعيد حيويتها، أن تدور حول هيكل سليمان، وكادت تقول إن الكرة الأرضية كلها ينبغي أن تدور حول الهيكل.
ذاك الجانب اللاهوتي جداً، بل والتلمودي جداً، من شخصية النائبة الأميركية التي تكره سورية تحديداً (وبالإيحاءات التلمودية ذاتها) وتكن ضغينة منقطعة النظير للرئيس بشار الأسد تحديداً، أصيبت بالصدمة لأن الزمان الآخر الذي ليس زمان الميركافا يستيقظ الآن في المنطقة، خائفة جداً أن يتسع الوهج السوري (أو التوهج السوري) أكثر فأكثر، هذا يعني أن «إسرائيل» ستعود، ثانية إلى الحصار لتعترف أن الاستراتيجية الأميركية لم تعد على ديناميتها السابقة، لكي تؤمن المظلة الأبدية لتلك «الوديعة الإلهية الفذة»
محبطة إيليانا التي يقول حتى رفاقها في المسار التلمودي إنها لاتعرف أن تتكلم، أو تفكر، إلا بأظافرها وهي تحرض الآن على سورية التي وبحسب رأيها لولا رعايتها لـ «قطاع الطرق» لكان الشرق الأوسط واحة للسلام والرخاء وبالطبع تحت بريق النجمة السداسية ومشتقاتها.
هكذا يبدو بنيامين نتنياهو، وأفيغدور ليبرمان، وإيلي يشاي، وغابي أشكنازي، وعوزي لانداو، وبني بيغن وغيرهم وغيرهم، طيور اللقلاق التي تأتي بالبشرى إلى المنطقة، كما لو أن هؤلاء ليسوا أبالسة الدم، كما وصفهم ناعوم تشومسكي، وكما لو أنهم لم يربطوا رهانهم الأيديولوجي بتحويل ذلك الشرق الأوسط إلى مستودع لانهائي للجثث.
قاطع طريق، في نظر إيليانا (حدقوا بأسنانهم جيداً) هو كل من يدافع عن عيون أطفاله، وعن أزهار اللؤلؤ على سطح منزله، وحتى عن محراثه، وعن زغاريد قريته، أو عن حواري مدينته، وقاطع طريق كل من لايطاطئ الرأس (والأرض) أمام ذلك الوعد الذي قال فيه باروخ سبينوزا «إنه يلغي فينا الله».
لإيليانا نقول إن الزمان ظهر ثانية في «الشرق الأوسط» ظنت أنه مات..
لتمت بغيظها!!