المفارقة الصارخة في كل مايجري في هذه البلدان أن الولايات المتحدة وحلفاءها صموا آذانهم طيلة السنوات الماضية عن الدعوات المتكررة لمحاربة الإرهاب بشكل حقيقي وتجفيف منابعه قبل أن يتمدد إلى كل القارات ويصبح عابراً للحدود ومتعدياً للجنسيات.
لكن واشنطن وحلفاءها لم يستمعوا لأحد وفضلوا دعم الارهاب بدل مكافحته غير عابئين بأن ناره ستكوي بلدانهم قبل غيرها, لأن أجنداتهم وأطماع شركاتهم الاحتكارية تستدعي هذا الدعم وهذا الاستثمار في الارهاب وتستدعي وضع قرارات مجلس الأمن ذات الصلة بمعاقبة ممولي الارهاب في أدراج النسيان.
ويوماً بعد يوم تتوضح الصورة وتنفضح السياسات الأميركية الداعمة للإرهاب مرة باسم الدفاع عن حقوق الإنسان ومرة باسم الحريات والاعتدال, فالهدف ليس مكافحة الارهاب بل تمهيد الأجواء لتقسيم المنطقة على أسس طائفية وعرقية ليرتاح الكيان الاسرائيلي وينام مستوطنوه قريري العين.
واليوم تتبدل الصورة فالارهاب الذي أرادوا منه أن يستوطن في سورية والعراق وأفغانستان لتحقيق أجنداتهم المذكورة بدأ يتحول إلى ارهاب عابر للقارات والحدود ويهدد أمنهم ومجتمعاتهم فهل تصحو الدول الغربية الداعمة للارهابيين وتعيد حساباتها قبل أن تقع في الحفرة التي حفرتها لغيرها؟!..
ahmadh@ureach.com