وعلى هذا الأساس يمكن النظر إلى الإجراء الذي اتخذته محافظة دمشق مؤخراً بخصوص ضبط حالات البناء المخالف في منطقة المزة 86، ووضع آلية تضمن إدخال مواد الإكساء فقط للشقق المبنية والتي ما زالت على الهيكل والتي تحقق السلامة الإنشائية.
ولعل ما يهمنا هنا من كل ذلك هو مسألة السلامة الإنشائية التي تبدو المحافظة مصرة على التحقق منها تلافياً لوقوع أي حادثة انهيار كلي أو جزئي لأحد المباني المخالفة والتي أصبحت على الهيكل حالياً.
هي خطوة وإن جاءت متأخرة كثيراً وكثيراً جداً في ضوء تنامي حجم البناء المخالف وتكاثفه بشكل عشوائي وغير منتظم في مساحة محدودة جداً وتكاد تخلو من أي متر مربع غير مبني، إلا أنها مفيدة وضرورية في إطار السعي لضبط ومعالجة أوضاع السكن العشوائي، خاصة وأن أحد شروط السماح للمواطن بإتمام إكساء المنزل هو الحصول على دراسة إنشائية مصدقة أصولاً وصادرة عن لجنة فنية خماسية تُعين من قبل نقابة المهندسين تُثبت سلامة البناء الإنشائية والأحمال الإضافية الناتجة عن عملية الإكساء ومتوافقة مع شروط الكود العربي السوري.
يبقى المهم هنا أن تطبق هذه الخطوة بجدية ودقة، وأن تتعاون باقي الجهات وأن تكون على مستوى تحمل مسؤولية مثل هذا الإجراء الذي يضمن سلامة سكان البناء والأبنية المجاورة له..