وإدراك شعبي أكثر عمقا والتزاما وطنيا في فهم استحقاقات المرحلة المقبلة من تاريخ بلادنا, لم لا وتجربة الشهور الأربعة عشر الماضية وبكل ما انطوت عليه من الألم والتحسب والخطر, كانت كافية لإدراك حجم الخطر الكبير الذي تهدد سورية الوطن والشعب, ولإدراك الضرورة الملحة والمصيرية للانعطاف بسورية نحو أفق آخر من التجديد والتحديث.
هو بالطبع الاستحقاق الأهم بين استحقاقات الإصلاح, حين يعاود الشعب الإمساك بتلابيب مصيره عبر ممثليه الناطقين باسمه, المنتخبين على قاعدة التعدد والمساواة وتحت سماء الانتماء الوطني أولا, وهو الاستحقاق الذي يضبط ميقاتية الإصلاح والتغيير عبر أفق واسع من الحراك السياسي والاقتصادي والاجتماعي, وبالتالي, هو الاستحقاق الذي نعول عليه جميعنا اليوم كمخرج, ليس فقط إلى فضاءات الإصلاح والتحديث, بل ومما يحيط ببلادنا من المخاطر المترتبة على استهداف خارجي وإقليمي يرفع عنوانا براقا ومزيفا في آن من جهة, ويعمل من أجل هدف مدمر من الجهة الأخرى.
ومن البديهي القول اليوم, بأن على سورية الوطن والشعب والمصير أن تلتقي مجددا تحت قبة مجلس الشعب الجديد, وأن تدخل في حوار ناقد وبناء مع الذات أولا, ثم مع الاستحقاقات الملحة وذات الأولوية من معالجات واستطبابات سياسية واقتصادية في طليعتها الفساد واستطالاته, ثم مع الأداء القادم لحكومة جديدة يفترض أنها باتت وشيكة. وسيتابع السوريون بمختلف أطيافهم وألوانهم السياسية ممثليهم والناطقين باسمهم تحت قبة المجلس وفي الطريق إلى سورية الغد.
استحقاق كبير ومهمات أكبر, والعاقبة لمن كان صوت الشعب وضميره الحر في مرحلة هي الأهم والأكثر حسما من تاريخ سورية الحديث !.