إلى الآن وبعد أن فشلت تلك الفضائيات- رغم كل احتيالها-...لاشك أنها باتت مجبرة على ايجاد لعبة تلفزيونية جديدة...!
لكن هل ستتمكن بعد أن ضربت بكل القواعد الاعلامية وبالضمير المهني عرض الحائط... من اقناعنا بأي شيء يبثونه مجدداً مهما تفتقت أذهانهم عن محركات جديدة للعبتهم الاعلامية ،وبعد أن اكتشف المتلقي أن الحياد..وأن كل شيء يبث عبر الهواء إنما يرمي إلى غاية لاتخفى على المتلقي الذكي... غاية تخدم محطاتهم وشركاتهم وبالتالي رؤوس أموالهم ولابأس من الدخول في لعبة سياسية مهما كانت مدمرة طالما أنهم يقبضون الثمن...
اللعبة التي تحكمت بالمتلقي خلال الاشهر الاخيرة..لاشك أنها كانت تسير من منطلق ذاتي،ماذا يريد القائمون عليها..ماهي مصالحهم...؟ ومن هنا حددوا دورهم في اللعبة ولكن المدمرة هذه المرة...!
لعبتهم تلك كشفت وجوههم الحقيقية ..وفي الوقت ذاته كشفت غاياتها الأمر الذي جعلها مملة للغاية...ولا اعتقد أن المتلقي قادر على الدخول معهم أو تصديقهم..حتى لو كان يتوافق مع ميولهم...
عشنا فيما سبق مع بضعة أحداث مثيرة إخباريا ومدمرة واقعيا ...لكن ما كنا ندرك حجم دمارها إلا حين وصلت إلينا..حينها عرفنا انه علينا إعادة النظر بكل ما نراه ورأيناه يوما ..لايمكن لنا بعد الآن أن نقتنع الا وفقا لمعطيات مختلفة كليا.......
ستعاني الفضائيات معنا كثيرا...... بعد الآن مهمتها الاخبارية صعبة ..فكيف ستوجد لنا لعبة نقتنع بها ونحن الذين عانينا من كل هذا الافتراء...؟
كيف ستتعامل تلك الفضائيات مع متلق فقدته ... مع متلق اعتقد يوماً ان بامكانه ان يعتمد على فضائياته الاخبارية العربية....فاذا به يجد نفسه واقعا في أقصى درجات الوهم...!
soadzz@yahoo.com