تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


أي تغيير تحتاجه أميركا..?

أخبار
الأثنين 13/10/2008
محمد خير الجمالي

بعد ثماني سنوات من حكم الرئيس الأميركي جورج بوش وتمحوره حول فكرة تغيير العالم والتحول بأميركا الى امبراطورية العصر القائمة على عناصر التفوق والقوة والحرب,

فإن السؤال الكبير الذي يدور على ألسنة الأغلبية الواسعة في العالم وأميركا نفسها هو من الذي بات بأمس الحاجة الى التغيير :العالم الذي اكتوى بنار السياسة الأميركية الخاطئة المنحرفة المتطرفة والمغالية بطروحاتها العمياء أم اميركا نفسها التي يقول 73% من سكانها بأنها تسير في الاتجاه الخاطئ ويعترف الكثير من سياسييها أمثال مادلين أولبرايت وزيرة الخارجية السابقة بأن بلادها فقدت مكانتها الاخلاقية, وتدل تطورات الاحداث على أن سياسة بوش ادخلتها في سلسلة أزمات وضعتها على حافة الانهيار الكامل كان من أخطرها أزمة حروبها الفاشلة في العراق وأفغانستان وأزمة تدخلها الفج في لبنان وفلسطين والسودان وأزمتها مع كوريا الديمقراطية وايران فأزمتها الحادة مع موسكو بسبب الازمة الجورجية, لتصل أخيراً الى الأزمة المالية وهي الأصعب والأشد وطأة , كنتيجة طبيعية لسياسة لم تقف على قرار صائب وحيد طوال ثماني سنوات متتالية..?‏

المنطق الواقعي المبني على نتائج سياسة بوش وفريقه المحافظ يقول إن التغيير الذي سعت اليه إدارة بوش على المستوى العالمي فشل وارتد سلباً على أميركا وقوتها وهيبتها ومكانتها الاخلاقية وعلاقاتها الدولية , مايجعل التغيير المطلوب تغييرا جذريا يحدث داخل اميركا ويطول جوهر سياستها وتوجهاتها وطرق تعاملها مع العالم وقضاياه الأساسية وعلاقاتها بدوله على اختلاف كبرها وصغرها وأوزانها وأدوارها ومواقعها الجيو سياسية.‏

لقد توهمت إدارة بوش بأنها قادرة على حل مشكلات العالم بمفردها وعلى طريقتها الخاصة بالقوة والحروب والضغوط وإثارة الفوضى والتدخل والإملاء والاستعلاء والهيمنة, وتوهمت أيضاً بأنها تستطيع استناداً الى قوتها الهائلة جعل أميركا امبراطورية العصر التي لاتنهار , لكن كلا الوهمين يسقط في زمن سريع لتتأكد حقائق أن الحلم الامبراطوري اصبح من الماضي, وأن اميركا باعتراف المرشح الديمقراطي باراك أوباما لاتستطيع بمفردها حل مشكلات العالم , وبالتالي فإنها إذا أرادت أن يكون لها دور إيجابي مؤثر وفاعل في العالم فهي تحتاج الى تغيير في صلب نظرتها الى نفسها والعالم وتغيير وسائل وأساليب تعاملها مع العالم, فتكف عن استصغار القوى المؤثرة وتنظر الى نفسها واحدة من هذه القوى لا القوة الوحيدة المؤثرة, وتصرف النظر عن أحلام السيطرة والهيمنة وتتخلى عن نزعة التفوق وتحترم مصالح الآخرين وتجعل الحوار الوسيلة الوحيدة للتفاهم وبناء عالم يسوده العدل والاستقرار والسلام.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 محمد خير الجمالي
محمد خير الجمالي

القراءات: 1029
القراءات: 1008
القراءات: 954
القراءات: 1087
القراءات: 1048
القراءات: 1028
القراءات: 1013
القراءات: 977
القراءات: 1172
القراءات: 1071
القراءات: 1090
القراءات: 1644
القراءات: 1219
القراءات: 1148
القراءات: 1076
القراءات: 1064
القراءات: 1138
القراءات: 1133
القراءات: 1191
القراءات: 1208
القراءات: 1130
القراءات: 1255
القراءات: 1306
القراءات: 1325
القراءات: 1156

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية