تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


ثمة مال كثير .. ماذا نفعل به ??

معاً على الطريق
الأثنين 13/10/2008
خالد الأشهب

المال, لفظة ساحرة في كل مكان وزمان, وحلم يداعب كل مخيلة وخيال, تعني الكثير بالنسبة الى كل الناس, وتتجلى لكل منهم بهيئة مختلفة, هي رغيف الخبز بالنسبة الى الجائع, وهي السطوة والقوة بالنسبة الى الغني, هي سلاح هنا ودم هناك, وهي رغيف هنا وسلام هناك, ولأنه على هذا النحو من الاستعمال الواسع غير المحدود وغير المؤطر, فإن المال يمكن أن يكون هذا وذاك في وقت واحد في مكانين مختلفين وزمانين مختلفين أيضا .

حين نخر المال عضد السياسة, وقضمت هي بدورها أطرافه, وهما تبادلا النخر والقضم منذ صك أول عملة نقدية, ومع ظهور أول ايديولوجيا سياسية, عادا وتصالحا وتبادلا الدور والمهمة والوظيفة, وعملا نخراً وقضماً بما جاورهما أو ابتعد عنهما من الآخرين من الدول والمجتمعات والحضارات, لكنهما ظلا وفيين لولاءاتهما القومية أو الوطنية .‏

حدث ذلك دائما, خاصة في القرن العشرين, حين زادت وفرة المال وتعددت مناهج السياسة, فبهذا تحررت بريطانيا وفرنسا وغيرهما من ربقة النازية, وبتلك تحرر الاتحاد السوفييتي وطيفه المجاور من الربقة ذاتها, وبهما اغتنت اميركا وسيطرت وامتدت, مرة بمال )مارشال ) ومرة بحاملات القوة والسياسة في أعالي البحار, بهما نبتت وترعرعت النبتة السامة في الحقل العربي, سواء بسواء مال روتشيلد وسياسة بلفور, وبالمال والسياسة صنعوا تاريخاً من ورق وهدموا معابد تاريخنا, صنعوا جيوشاً تحتل وتجمع وتزيد المال مالا, وإعلاماً يعمينا ويفتح عيونهم, بهما فعل جورج بوش كل مافعل بعدما تراكم المال من حقبة ديمقراطية البنوك والمصارف في عهدي بيل كلينتون, ومثل هذا وذاك أمثلة وأمثلة .‏

سافر مالهم في كل صوب واتجاه, خيرا أو شرا, لكنه عاد إليهم بالقوة والسيطرة والمنعة والهيمنة, فإلى أين سافر المال العربي وبماذا عاد, وهو لم يعد بعد ولا أظنه يعود, رغم أنه أكثر وأوفر, ورغم حاجتنا الألح إليه ??‏

سافر المال العربي ليصنع القبائل والعشائر داخل حدودنا, وبين ظهرانينا يغرس الخناجر والمدى المثلمة, ليصنع ميليشيات وفصائل وجماعات ردة وجحور مظلمة, راياتها الفتح والجند والسلف, ورماحها في نحورنا وصدورنا نحن ولا رصاصة على عدو حقيقي أو مغتصب, ليصنع إعلاما يعمينا ويفتح عيون الآخرين علينا, فستمئة فضائية وستمئة صحيفة تدس السم في صحوننا والعته في عقولنا, سافر ليبتاع سيوفاً للرقص لا للدفاع, وليرسل المفخخات والعصابات الى عقر دارنا .‏

ثمة مال كثير .. فماذا نفعل به ??‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 خالد الأشهب
خالد الأشهب

القراءات: 2200
القراءات: 2101
القراءات: 2523
القراءات: 2479
القراءات: 2255
القراءات: 2622
القراءات: 2567
القراءات: 2504
القراءات: 2273
القراءات: 2596
القراءات: 2808
القراءات: 2700
القراءات: 2402
القراءات: 2861
القراءات: 2929
القراءات: 3011
القراءات: 2793
القراءات: 3170
القراءات: 3121
القراءات: 3226
القراءات: 2623
القراءات: 3093
القراءات: 3578
القراءات: 3341
القراءات: 3398

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية