تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


ما بنيَ على باطل..?!

الافتتاحية
الأثنين 13/10/2008
بقلم رئيس التحرير: أسعد عبود

إلى حد كبير سادت السياسة الأميركية على العالم خلال قرابة العشرين عاماً الماضية..

ولنعترف أن نهاية ثمانينات القرن الماضي عرفت انتصاراً ساحقاً لأميركا وللرأسمالية العالمية من ورائها, مع سقوط الاتحاد السوفييتي ومجموعة الدول الاشتراكية.‏

هذه السيادة الأميركية الرأسمالية أدت إلى قيام معادلة, طرفها الأول نكوص الفكر الاشتراكي وتراجعه إلى لا خطوط.. ولا رؤية.. وغالباً لم يستعد أنفاسه حتى اللحظة, وفي الطرف الثاني من المعادلة اقتحام رأسمالي للعالم دون أي اعتبار لأي حقائق فكرية وبنى قائمة مجسدة لنشاط إنساني واجتماعي وثقافي..‏

في عام 1993 زرت الولايات المتحدة في جولة شهر حملت عنوان (الخصخصة).. كانت أي محاولة لتبرئة الفكر الاشتراكي والدول الاشتراكية وشبه الاشتراكية من صفة الوباء القاتل, يجرفها التيار بسرعة خاطفة غير مخلف إلا ابتسامات الاستهزاء .‏

بعض الرأسماليين الأميركيين في حينه لمّحوا إلى خطورة ما يجري.. ستيف فوربس مثلاً.. صاحب مجلة فوربس.. وهو رأسمالي معدود بين قادة الرأسماليين, تحدث لنا خلال لقاء في مكتبه في نيويورك عما يجري في بقايا الاتحاد السوفييتي والدول الاشتراكية وانتقده أشد الانتقاد.. ووصف ما تأخذ به أميركا بأنه (نصائح الأساتذة الفاسدين).‏

لكن.. كان من المستحيل الوقوف في وجه التيار... والذين حاولوا صُنّفوا في قوائم ساهمت في وضعها نصائح الأساتذة الفاسدين:‏

قوائم المواجهين للحرية الاقتصادية.‏

قوائم الرافضين لحقوق الإنسان.‏

قوائم الدول الداعمة للإرهاب.‏

إلى آخر ما هنالك من قوائم تصدر تحديداً من أميركا التي نصبت نفسها قيصراً للعالم, ولم يردعها عن ممارسة إدارتها الامبراطورية انتشار الحروب والفقر والمجاعات وغير ذلك..‏

وأخذت الأمور منذ ذلك التاريخ الذي أعلن فيه مفكرو الرأسمالية نهاية التاريخ (فوكوياما) تتفاقم سوءاً على كل صعيد: أخلاقي.. اجتماعي.. اقتصادي.. سياسي... الخ والقوائم تُجدد وتتوسع.. يُشطب منها ويُضاف, ولا وثيقة تبرر هذا أو ذاك سوى الخاتم الأميركي.‏

لقد سعت أميركا بدأب لتغيير كل ما في العالم تم وضع أسسه مع وجود الاتحاد السوفييتي, حتى الأمم المتحدة.. بعد أن انتهى هذا الاتحاد السوفييتي.. وخضع العالم لشروط المنتصر...‏

واليوم.. تسقط الرأسمالية ومعها السياسة الأميركية وبرامجها وقوائمها وأختامها.. فهل يسعى العالم لإعادة الثقة بنفسه?!.. هل يسعى لإسقاط ما بُني على الباطل?!‏

العالم الغني يجتمع يومياً يحاول أن يوقف الرأسمالية على رجليها.‏

والعالم الفقير..?!‏

ماذا يفعل..?!‏

ينتظر..?! فقط ينتظر..?! ربما ينتظر صدور قوائم أميركية جديدة, تعيد تصنيف الدول والمساعدات والإعانات وربما الدقيق والسكر..‏

إن لم تكن النار قد وصلت إلى الذقون فهي دون ريب اقتربت منها..‏

هل يستيقظ أحد..?! وقد عاد التاريخ يرسم مستقبلاً مجهولاً, وليس نهاية حتمية لمصلحة الرأسمالية!.‏

تعليقات الزوار

أيمن الدالاتي - الوطن العربي |  dalatione@hotmail.com | 13/10/2008 07:35

أساسات الإشتراكية والشيوعية والرأسمالية والإقتصاد الحر صحيحة إلى حد بعيد, إنما مابني فوقها بلا جسور من الضمائرولاأعمدة من الأخلاق جعلها تحفر قبرها بيدها,فالبناء الذي يحتمل عشرة طوابق وجعلناه بعشرين طابقا لابد أن ينهار, وهذا حال كل دورة إنسانية يغيب فيها الضمير فتعود لبشريتها الأولى في عصر الغابة, لهذا كان الدين من الله للناس جميعا, ولهذا كان أساس الدين الأخلاق حيث الضمير الحي, وعندما لايكون في النخب النافذة الصانعة للقرار غير فرعون المستبد أو غير هامان المهيمن أو غير قارون المحتكر فبشرهم بثورات العبيد.

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 أسعد عبود
أسعد عبود

القراءات: 788
القراءات: 817
القراءات: 807
القراءات: 900
القراءات: 747
القراءات: 867
القراءات: 812
القراءات: 857
القراءات: 788
القراءات: 833
القراءات: 736
القراءات: 826
القراءات: 825
القراءات: 788
القراءات: 828
القراءات: 960
القراءات: 696
القراءات: 1005
القراءات: 1164
القراءات: 899
القراءات: 857
القراءات: 1183
القراءات: 1070
القراءات: 852
القراءات: 1011

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية