أنجزه أربعون ناشطاً دولياً على متن سفينتين عندما قرروا بإرادة ثابتة تحدي الحصار وقراره والعمل على كسره بالإبحار من قبرص إلى شواطىء غزة, فنجحوا في ذلك مسجلين حالة فريدة في تحدي أشد السياسات غطرسةً وعدواناً وأكثرها عنصرية وتطرفاً وهي السياسة الاسرائيلية المشبعة بالحقد العنصري والمؤسسة على نهج الارهاب وجرائم الحرب وعمليات التطهير العرقي.
وإذا كان صحيحاً أن رحلة كسر الحصار هذه للناشطين الأربعين لاتعدو كونها أكثر من حدث رمزي لأن فك الحصار يستدعي إنهاء القيود المفروضة على القطاع ومعابره وحرية النقل والحركة إليه ومنه, لكن الصحيح أيضاً أن رمزية هذا الحدث تنطوي على رسالة بالغة الأهمية للعرب والمجتمع الدولي.
أما بخصوص العرب فالرسالة هي نقد صريح لقصور التحرك العربي وآلياته تجاه الحصار, إذ اقتصر هذا التحرك على إدانة الحصار والتنديد به وإصدار قرارات من الجامعة العربية بفكه وكسره, ولكن دون وضعها موضع التنفيذ العملي, في حين تمكن النشطاء الدوليون وحدهم من البرهنة على إمكانية خرق الحصار رغم التهديدات الاسرائيلية الكثيرة لهم.
وأما بخصوص المجتمع الدولي, فرسالة كسر الحصار أرادت أن تذكر هذا المجتمع وقد نسي أو تجاهل قضية الحصار وتداعياتها الكارثية وانشغل بما أرادت له أميركا أن ينشغل به من قضايا مفتعلة, بمهماته الأساسية المحددة في ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي وهي هنا رفض الحصار ومعاقبة إسرائيل عليه وكسره بصيغ مختلفة لكونه عقاباً جماعياً من قوة احتلال يعاقب القانون الدولي عليه كجريمة حرب.