تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


قطرات ندى..!

رؤية
الاثنين 23-9-2019
سعاد زاهر

«المثالية».. قيد أم فكرة نبيلة.. وهل تصلح ولو باجزاء منها لوقتنا الحالي.. ام اننا سنقع في فخ الافلاطونية غير المجدي في زمن عكازه الاساسي, مادي بحت..؟

سؤال متجدد، نمر فيه خلال مراحل حياتنا كلها، لكنه يبدو الآن من أكثر الاسئلة التي علينا التفكير بها.. عسى نجد طريقاً للتعاطي معها بمرونة تصلح لمجتمعات تحار في توصيفها.. وهي تتأرجح بين انهيارات فكرية وأخلاقية وانكسات متتالية، ومع ذلك يعتبرها البعض ابسط انجازاتهم.‏

الحيرة ترافقك ونحن في ظروف اعتيادية، لما نعانيه من كل هذا الانزياح القيمي.. وانصرافنا بتطرف نحو كل ماله علاقة بعالم الاستهلاك البراق..‏

وقد يخطر ببالك سؤال.. «المثالية» لأجل من..؟‏

لأجلي أنا..؟ من أجل الآخر..؟‏

ام لأجل صيرورتنا معاً..؟‏

ام لأجل معان وقيم تعطي لحياتنا جوهرها الحقيقي.؟‏

اعتناقنا لها.. او ايماننا المجتزأ بها...في مواجهة من لم يعتنقها..‏

ألا يجعل الامر يبدو.. كأننا في حلبة لمصارعة الثيران، ولكن لوننا المفضل هنا، هو الاحمر..!‏

وهل بإمكان المثالية أن تصمد مجدداً..؟‏

مقارعة الثيران، لها هدف الفوز، وما يخلقه من متع ومكاسب لصاحبه.. ولكن في مقارنتنا نحن لا نفكر في الفوز او الخسارة..‏

المثاليون.. خاسرون أبدا، خاسرون أزليون.. وبالتأكيد لاتعجبهم الخسارة، ولم يختاروها.. كل ماحولهم يشدهم اليها، وهم يستمرون في عراكهم المضن.‏

التاريخ القديم، والمعاصر.. وربما الآتي من الأيام.. جميعها تودي بمن يعتنق بعض المثالية ولو فترة قليلة، إلى وهدان اليأس.. ليس تشاؤماً، أو عدم إيمان بالفكرة.. إنما حتى لانغرق في وهمها.او نؤمن انه بالإمكان إعادة احيائها مجدداً على نطاق واسع وإلى امد طويل..‏

هي ستبدو بين فترة وأخرى كقطرات الندى.. نتعرق بها.. رغما عنا.. ولم لا.. قد يكون تعرقنا المثالي في الصباح الباكر.. حتى لاترانا العيون، او تتلمسنا الاجساد، وتسارع لتنقلنا إلى عالم مادي.. جل مافيه يكمم حياتنا إلى غير رجعة..‏

نحن لانحكم على كل مانعيشه، بل نحاول تفكيكه من وجهة نظر خلفية، ربما نتلمس أوجهاً مغايرة لجمال بتنا نفتقده حتى ونحن مع ذاتنا..‏

ذات نتصارع حتى معها، خوفاً من انعكاسات الآخر علينا ومدى قدرته على تشويهنا.. حينها ستبدو المثالية مجرد طرح عبثي، او بعد خيالي لايرجى منه أي طائل..!‏

soadzz@yahoo.com‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 سعاد زاهر
سعاد زاهر

القراءات: 11383
القراءات: 877
القراءات: 947
القراءات: 894
القراءات: 1060
القراءات: 890
القراءات: 909
القراءات: 867
القراءات: 886
القراءات: 916
القراءات: 929
القراءات: 901
القراءات: 929
القراءات: 936
القراءات: 970
القراءات: 998
القراءات: 982
القراءات: 1000
القراءات: 974
القراءات: 1076
القراءات: 990
القراءات: 1036
القراءات: 1042
القراءات: 1054
القراءات: 831
القراءات: 898

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية