إضافة للتنسيق مع الجهات الحكومية الأخرى بما فيها الاستفادة من الكوادر والتجهيزات والقاعات المتوفرة في مديرية بيئة دير الزور، بينما تقوم الجمعية الأهلية بتنفيذ الحديقة وتسويرها وزراعتها بأشجار ونباتات مناسبة للوسط المحيط ، وتأمين مصدر المياه والعناية المستمرة بها وصولا للشروط والمعايير الدولية في إنشاء الحدائق البيئية وذلك خلال مدة أقصاها 3 سنوات.
ويندرج هذا الحدث المهم ضمن أولويات عمل وزارة البيئة في حماية وتحسين البيئة للأجيال الحالية والمستقبلية،حيث عملت منذ تأسيسها على إنشاء حدائق بيئية في كافة المحافظات من جهة وتعزيز المشاركة المجتمعية لحماية البيئة من جهة ثانية خصوصا وأن عدد الجمعيات البيئية يقارب 20 جمعية يضاف إليها جمعيات للحفاظ على التراث والتنوع الحيوي والسياحة وغيرها ليتضاعف العدد لما يقارب الخمسين جمعية .
ويؤكد الواقع أن الحصيلة الأولية لعدد الحدائق البيئية مشجع وأبرزها حديقة دمشق قرب قلعتها التي قدمت نموذجا رائعا شجع عدة جمعيات في باقي المحافظات لتحذو حذوها وكان آخرها وقبل ثلاثة أشهر تدشين الحديقة البيئية في مبنى جمعية الرعاية الاجتماعية للأيتام في السويداء وذلك بدعم من شركات الخلوي لتشجير و تحويل المكان من مكب للنفايات إلى حديقة بيئية مميزة، إضافة لتزويدها بالغراس وألعاب الأطفال المناسبة.
وما أحوجنا الآن لهذه التشاركية الرائعة، مبادرات للجمعيات الأهلية وتعاون تام مع وزارات الدولة ومع القطاع الخاص خصوصا في ظروف الأزمة التي تعيشها البلاد وبروز دور العمل الأهلي في حملات النظافة وعودة الهدوء والأمان للمناطق التي شهدت حوادث مؤسفة ما يعطي دفعا للاستقرار خصوصا في عام دراسي جديد يحمل الناس فيه الأمل ويجدون حدائق فيها ألعاب لأطفالهم ونظافة قرب المدرسة والمنزل لتخفف عنهم هموم صيف ثقيل وتفتح صفحة مشرقة...
إذن ..الفرصة مواتية لمشاريع النظافة والحدائق البيئية والمهم المبادرة الأهلية سواء الجمعيات التطوعية أو الشركات الخاصة ..وبالمناسبة نشير لمشروع الحديقة البيئية في كيوان والذي تم التخطيط له بالتعاون بين وزارة البيئة ومحافظة دمشق بناء على أسس علمية لإنشاء هذه الحديقة وصيانتها والاستفادة منها وأدرجت ضمن الخطة الاستثمارية الحادية عشرة لتكون مشروعا رائدا آخر يهدف لزيادة الوعي البيئي ومشاركة الشباب والمتطوعين والجمعيات الأهلية في العناية بها وتنمية الحس الجمالي والبيئي وتنمية السلوك البيئي لدى المواطنين خصوصا وأن موقعها مميز بين ساحة المواساة وقصر الكيوان، وسيتم تضمينها منزل رائد المسرح العربي أبو خليل القباني كمتحف يعرض مقتنياته لإغناء هذا المشروع ..فهل حان الوقت لهذه المبادرات ؟