هذه الجملة يجب ألا تمر هكذا مرور الكرام, فهي لها مدلولات كبيرة وواسعة ولعل رئيس الحكومة أصاب كبد الحقيقة فيما يعانيه القطاع العام ككل ذلك أن معظم آليات العمل في هذا القطاع تكون بدون انسجام ليس على مستوى العمال والموظفين الصغار بل هذا المرض يطول الكثير من مفاصل العمل وقيادييه, فغالبا مايعمل كل شخص بمفرده وكأنه يعيش في جزيرة معزولة عن الآخرين, وإذا تضاربت مصالح فلان من الناس مع آخر تبدأ حياكة المؤامرات والدسائس ضاربين عرض الحائط بالمصلحة العامة ومصلحة البلد, فالتخطيط الناجح والاصلاح الحقيقي لايؤتى ثمارهما إلا بمنظومة عمل منسجمة ومتكاملة كل يعرف أين يبدأ دوره وينتهي دور غيره وهكذا.. وبغير ذلك لا يمكن لعملية الإصلاح أن تتقدم قيد أنملة.
طبعا نحن لا نتهم جميع القطاعات الحكومية بعدم الانسجام فلا شك يوجد بعض الجهات التي تتميز بعملها, وذات مرة قال لي مدير عام مؤسسة الصناعات الكيميائية إن معمل الأسمدة (اليوريا) يحقق حاليا أرقاما انتاجية قياسية لم يحققها في تاريخه حيث عزا ذلك إلى جملة من الأسباب لعل أهمها حسبما ذكر الانسجام بين كادر العمل بمعنى أنهم يعملون مع بعضهم البعض وليس ببعضهم البعض.
هذا المعمل واحد من بين عشرات المعامل والشركات التي تحتاج فعلا لهذا الانسجام بكل الأحوال تعالوا نبدأ من الآن على إرساء ثقافة الانسجام بالعمل.