| العكاز الخشبي الجليل لبنان لا شيء من هذا يصنع زمناً. في نظر الكاتب الحائز جائزة نوبل في الآداب ان الزمن، وسواء كان بصناعة بشرية ام ما فوق البشرية، يظل اثمن بكثير، من كل ثروات القارة التي تذهب هباء على كل حال. لا احد يبالي بذلك، منذ ان تحدث لويد جورج عن «ازمنة الحثالة». هذا اذا كان لنا ان نأخذ العبرة من المشهد الافريقي، ونسأل: من يصنع الزمن العربي؟ الافضل طرح السؤال على ذلك.. العكاز الخشبي الجليل! نقول هذا لأنه عندما اطلقت دمشق لاءاتها لم يكن ذلك من قبيل تسجيل المواقف او البروباغندا، او الاثارة السياسية، وانما لانها تعبر عن «عبقرية الناس» الذين على تماس، جدلي وعضوي، مع البنية التاريخية والسيكولوجية والثقافية وحتى العقائدية للصراع الذي ليس آنياً ولا عابراً في حال من الاحوال. لاحظنا اللهجة الصارخة لجورج دبليو بوش ولتلك الادارة التي خرج رجالها من اشداق الذئاب ( ان لم يكن من اشداق جهنم)، وتابعنا الخطط والسيناريوهات التي وضعوها، دون ان نغفل ديبلوماسية الخداع التي كانت واضحة للجميع ( ماعدا الكثيرين منا) . أين كانت دمشق آنذاك، وكيف واجهت، وكيف صبرت ( اولئك السوريون بالقامات العالية)؟ الآن، لا يزال المفترق هو المفترق، ولكن تغيرت اشياء كثيرة، حتى في واشنطن يحاولون الآن ان يحدوا من وقع اقدام الذئاب، هل ثمة من فارق هنا بين الذئب والديناصور؟ قد تكون هناك صياغة لمشهد آخر. دمشق اكثر وعياً، وشفافية،وفاعلية في مواكبة ما يجري. هذه لحظة لكي يستدرك العرب. أيها السادة من فضلكم ضعوا العكاز الخشبي الجليل جانباً...
|
|