تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


السلام لا الوهم

الافتتاحية
الأربعاء 1-7-2009م
بقلم : رئيس التحرير - أسعد عبود

نحن متفائلون... لكن... دعونا نتشاءم قليلاً.. ليس أكثر مما يُلزمُنا بالموضوعية في تفاؤلنا..

حتى الآن كل المساعي والخطابات والبيانات والتوجهات حول سلام الشرق الأوسط، لا ترقى إلى مستوى حسن النيات، وإذا اعتبرنا حركة الأساس لمسعى السلام هو مؤتمر مدريد عام 1991 فإن هذا المسعى اليوم متراجع الى ما قبل مدريد..؟!‏

وهذا لا يعني هدر الزمن وإعطاء مساعي السلام طابعاً متثائباً متراجعاً وحسب.. بل يعني أيضاً هدر الجهود والمبادرات التي كادت تصل بالمنطقة إلى السلام..‏

في مدريد كان الأساس، الأرض مقابل السلام، الحقوق المشروعة لشعوب المنطقة، ومرجعية قرارات الأمم المتحدة وفي مقدمتها القراران 242 و338.‏

اليوم ورغم تفاؤلنا الحذر.. مع الإدارة الأميركية وكل الأجواء التي سادت العالم مع رحيل إدارة جورج بوش الثاني.. نرى أنه عوضاً عن السعي للأمام خطوة ،هناك محاولات للنكوص إلى الوراء خطوات.‏

بعد مدريد كانت هناك مباحثات حقيقية، وكان جهد أميركي عربي عالمي استطاع أن يضع تصورات وحدوداً ترسم رؤى الأطراف المتنازعة.. وكان ذلك خطوة حقيقية للأمام.. في مقدمة هذه التصورات..أن الحدود التي يُبحث فيها لرسم خريطة إنهاء الاحتلال بوابة لمشروع السلام هي خطوط الرابع من حزيران 1967.‏

وهو خيار سياسي اجتماعي صحيح، لأن الاحتلال الذي قام مشروع السلام انطلاقاً من مدريد لإزالته تمهيداً للسلام تحت شعار «الأرض مقابل السلام».. هو احتلال إسرائيل للأراضي العربية بعد الرابع من حزيران 1967.. وعلى ذلك نص أيضاً القراران 242 و338 اللذان مازالا يشكلان المرجعية الشرعية الدولية لعملية السلام..‏

وفق المنظور السياسي والحقوقي العالمي هذه أرض محتلة، وعلى ذلك تنص قرارات الشرعية الدولية.. ومن منظور اجتماعي فإن عودة هذه الأراضي إلى أصحابها، وضمان حقوقهم، سيساهم في إقناع مجتمعات المنطقة بجدوى السلام وإمكانات قيامه واستمراره.‏

ونرى أن أي محاولة لخرق هذا أو ذاك ستؤدي إلى عودة القضية إلى أصلها، الذي هو احتلال فلسطين وقيام اسرائيل، فاتحة أبواب المنطقة على مجاهيل غير محدودة.. وغير محسوبة، وأؤكد أنها غير محسوبة من قبل إسرائيل أولاً والراعي الأميركي ثانياً ومن بينهما.‏

يجب أن يقدروا جيداً.. ماذا يعني أن يُعهد بمساعي السلام لحكومة يمينية عنصرية، تقوم على دعم الاستيطان وتسويغ الاحتلال والفصل العنصري.‏

وأن يقدروا بعد ذلك ماذا يعني إحباط السلميين في المنطقة، وماذا تعني خطوط 4 حزيران 1967، وماذا يعني تجاوز كل الجهود والتصورات التي تحققت بالنكوص عنها.‏

ان كل ذلك يفتح الأبواب لما لا نراه الآن.‏

إذا كان رعاة السلام حريصين عليه فليحذروا هذه اللعبة الخطرة.. أي العودة إلى تحت الصفر لطرح رؤى عاجزة عن الدفاع عما تراه.‏

وإذا كان العدو الإسرائيلي يحلم أنه يستطيع أن يمضغ ويهضم أرضنا وحقوقنا وأحلام السلام معها عبر سياسة تجاوز قرارات الشرعية الدولية وتبني الاحتلال ونشر الاستيطان، فهو بالتأكيد واهم.. وأستعير إشارة من القائد الخالد حافظ الأسد تعقيباً على التعنت الإسرائيلي في مسألة السلام تذكر أنه ليس في التاريخ أمة ضعيفة ظلت على ضعفها، ولا أمة قوية ظلت على قوتها.‏

وأول مستحقات السلام ألا يكذب أحد على منطق التاريخ.. بعيده وقريبه.. وألا يخدر ذاكرته في جنوب لبنان أو في غزة..‏

نريد السلام لا الوهم .. ولدينا الكثير نفعله لتقوى احتمالاته في مقدمته ترتيب وضع البيت العربي من فلسطين إلى لبنان والعراق.. لنقوي جدرانه بالموقف والمقاومة. a-abboud@scs-net.org

تعليقات الزوار

أيمن الدالاتي - الوطن العربي |  dalatione@hotmail.com | 01/07/2009 08:51

الواقع أن الجميع كذب على منطق التاريخ, بعيده وقريبه, عدا سورية فقط, لكن صوتها لم يلق صدى من أحد , حتى لامن إخوتها العرب ولامن سلطة الفلسطينيين أصحاب القضية الأساسيين, والحقيقة أن الجميع بقصد كبير للغالبية النافذة, وبلا قصد من الأقلية النافذة تركوا الأرض مطية لإسرائيل تفعل بها ماتشاء وهم يعلكون في الهواء الإعلام اسطوانة السلام الممجوجة ,فأمريكا التي هي راعية السلام الأولى لاتؤمن في صلب عقيدتها بالتاريخ ولابأبعاده , بل تسخر مدنيتها المصنعه من منطق التاريخ الطبيعي, وإسرائيل المعنية الأولى بالسلام ليس في عقيدتها وبنيتها أي شيء يسمى سلاما...والنتيجة الملموسة على أرض الواقع اليوم هي : مازال السلام وهما كبيرا, فاستمرار جرينا وراء الوهم هو جريء نحو السراب ,وسيضيع كل مابقي من فلسطين.

نبيل طويشة  |  twaisha@yahoo.com | 01/07/2009 13:00

هذا ما يحاولون فعلة الانتهاء من القضية الفلسطينية كاملة وذلك بالقضاء على المقاومة المتمثلة بحماس وبقية الفصائل المقاومة والعمل على التوطين وتثبيت الكيان الصهيوني كواقع يجب القبول بة من الدول والشعوب العربية والانتهاء من قضية اسمها فلسطين .

المهندس / محمد المفتاح - الرقة ومقيم في الرياض |  almoftah_2005@hotmail.com | 01/07/2009 18:43

الأستاذ / أسعد عبود ، تحية وبعد : نقطة مهمة أثرتها في مقالك وتتعلق بالبعد الاجتماعي لعملية السلام ، فالغريب في تفكير قادة الكيان الصهيوني - وكيانهم بالأساس كلّه غرابة - أنّهم يعملون ليل نهار على جلب اليهود من كافة أنحاء العالم ، ليستوطنوا في أرض ليست ملكهم ، ويستكثرون على شعب اُغتصبت أرضه أن يعود إليها ، وبهذا أقول : 1 - نشرت جريدة الحياة الصادرة من لندن بالأمس مشروع خطة أمريكية ادّعت أنها تتعلق بهضبة الجولان السورية المحتلة ، فإن كانت تلك الخطة صحيحة ، فهي تدلّ على قصر نظر تلك الإدارة وعدم معرفتها بطبيعة الشعب السوري الاجتماعية والسياسية والفكرية ، فالسيادة إمّا أن تكون كاملة أو لا سيادة ؛ 2 - التصدي لمشروع الحكومة الصهيونية الحالية يحتاج إلى الخيارات التي تحدثت عنها مع توسيع مساحتها وأعماقها الاستراتيجية ؛ 3 - كثرة المبادرات حالياً ربّما يحمل في طياته أكثر من رسالة سياسية وأقل من حرب نفسية ، فعلينا أن نتعامل مع هذا الواقع ضمن هذا المنظور .

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 أسعد عبود
أسعد عبود

القراءات: 766
القراءات: 791
القراءات: 772
القراءات: 862
القراءات: 719
القراءات: 839
القراءات: 784
القراءات: 834
القراءات: 763
القراءات: 805
القراءات: 705
القراءات: 801
القراءات: 794
القراءات: 759
القراءات: 805
القراءات: 939
القراءات: 672
القراءات: 976
القراءات: 1133
القراءات: 875
القراءات: 835
القراءات: 1154
القراءات: 1045
القراءات: 826
القراءات: 983

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية