ولأن مكتبة الأسد معنية وتأخذ على عاتقها هذه الأدوار كان من غير المصيب لها أن تتخذ قراراً يمكن التراجع عنه، فما المجدي من إطلاق المشاريع وعقد الاجتماعات والأبحاث حول أسباب تراجع القراءة، عند الطفل مثلاً، وهي تتهيأ لنقل مكان معرض الكتاب القادم إلى مكان أشبه بالجزيرة المنعزلة، دون مبرر يذكر، إذ يصعب علينا مقارنة معرض الكتاب بالمعارض الاقتصادية التي تقام في مدينة المعارض - طريق المطار- رغم الحديث أحياناً عن صناعة الكتاب والترويج له.
القرار صارم..لنا وللأسرة التي اعتادت زيارة المعرض في مكتبة الأسد، والأهم أنه بات طقساً من طقوسها،. ونحن نعلم أن هناك أطفالاً ينتظرون هذ اليوم، بعد أن جمعوا ماجمعوه من «خرجياتهم» لشراء بعض الكتب المناسبة لهم.
وإذا كانت الأمكنة - الموقع الجغرافي - التي تقام عليها المعارض من حيث توزعها في المدن تحدد إلى حد كبير نسبة الزوار، فإننا نرى أن القرار السابق لايولد سلوكاً ثقافياً وسيحصر جمهوره بالمهتمين فقط، أي سيشكل ظاهرة لشريحة واحدة وهذا لايتناسب مع خطط إشاعة الثقافة ونشرها للجميع وبالتأكيد لانريد لمكتبة الأسد أن تنضم إلى قائمة أسباب تراجع القراءة أيضاً.