هواجس
من البعيد الخميس 25-6-2009م نهلة إسماعيل لسكان اللاذقية هواجس متعددة تختلف حسب المناطق السكنية، لكن الهاجس الأكبر هو عند المواطنين المقيمين في المنطقة المحيطة بالمشفى الوطني باللاذقية
لانبعاث الغازات من محرقة النفايات الطبية منذ سنوات طويلة ودفع العديد منهم من صحته ثمناً باهظاً، هذا الإشكال الناتج عن التعامل مع النفايات الطبية لم يبخل الإعلام في تناوله والتحذير من المخاطر المترتبة عنه ويبدو أنه واقع يستحيل معالجته لدرجة أن المواطنين يتحدثون بصوت عال لتطبيق خيارين: الأول يطرح نقل المحرقة من المشفى الوطني إلى مكان آمن بعيداً عن التجمعات السكنية، والثاني نقل السكان من منازلهم إلى تجمعات بعيدة عنها.
وبالتأكيد هذان الخياران يلقيان تطنيشاً من الجهات المعنية يلمسها المواطن حين يتحدث المعنيون عن هذه القضية ويصفونها أنها ليست بتلك الخطورة ظاهرياً ولكن ضمنياً يعلمون ذلك، حيث تم تكليف وكالة جايكا بوضع تقرير عن حالتها وقامت بزيارتها عدة مرات خلال السنوات السابقة وما زالت مديرية الصحة بانتظار التقرير المتعلق بوضعها، علماً أن الهيئات الطبية العالمية تحذر من الغازات الناتجة عن المحارق الطبية وخاصة تلك التي تعمل في محيط التجمعات السكنية أو حتى غير السكنية وإذا كانت مستمرة ولسنوات عدة فهي ستكون مسرطنة وأي تلوث آخر يأتي بالأهمية بعدها، علماً أن مديرية صحة اللاذقية بحسب قولها إنها حريصة كل الحرص على سلامة البيئة وقد أولت اهتماماً خاصاً بموضوع تدبير النفايات الطبية من خلال عمليات فرزها وتجمعيها والتخلص الآمن منها بتأمين الأدوات اللازمة لذلك بما فيها المحارق، إلا أن هذه المحارق وخاصة التي تعمل حالياً في المشفى الوطني باللاذقية بدأت تظهر أشكالاتها وتسبب المعاناة لجزء كبير من سكان أحياء مدينة اللاذقية منذ شرائها ووضعها بالاستثمار عام 2000 لعدم توفر الشروط والمواصفات الكاملة فيها وبما يتطابق مع عقد الشراء والتي تحمي البيئة من التلوث وبالتالي من النتائج الخطيرة المترتبة عنها، وخاصة أنها تعمل فوق طاقتها بمعالجتها للنفايات الطبية الناتجة عن مشافي المدينة للقطاعين العام والخاص وطبعاً للنفايات الطبية الناتجة عن العيادات والمخابر والصيدليات الخاصة في المحافظة والتي تتخلص منها في الحاويات، حكاية أخرى؟.
|