القائم على الحوار ورفض الظلم والاحتلال، ومناصرة إرادة الشعوب..هو بحد ذاته مفهوم مقاوم بغض النظر عن الأدوات التي يستخدمها للمقاومة.
الوصول بالحوار إلى تنقية أجواء المتوسط وامتدادات منطقته كان دائماً مشروعاً للقوى الخيرة في المنطقة.. والمصلحة ليست مشتركة وحسب، بل هي واحدة.. يقول الرئيس اليوناني: إن أمن منطقة المتوسط كل لايتجزأ في جنوبه وشماله، ومشكلات المنطقة متداخلة ومتشابكة، وأوروبا معنية بها جميعاً.
تمر المنطقة بفترة هدوء وانفراج نسبي صالحة لمعالجة التشابكات في العلاقات السائدة بين دولها، واستخدام الحوار طريقاً لحل هذه التشابكات قبل أن تتحول إلى مشكلات مزمنة، وهو ماعبر عنه السيد الرئيس بشار الأسد إبان زيارته الأخيرة إلى أرمينيا، والتي تحدث فيها عن مسعى ستقوم به سورية لحل مشكلة إقليم كارباخ، بما يقتضيه ذلك من زيارة للرئيس الأسد لجمهورية أذربيجان، في حين عبرت سورية عن ارتياحها لتطور الحوار بين أرمينيا وتركيا.
في لقائه مع الرئيس اليوناني قال الرئيس الأسد أيضاً: «تطرقنا في مباحثاتنا إلى القضية القبرصية، وأعربنا عن اهتمامنا البالغ بإيجاد حل لهذه المشكلة» الطرف الآخر المعني بهذه المشكلة طبعاً بالاضافة الى جمهورية قبرص هو الجمهورية التركية.
بين أرمينيا وأذربيجان وتركيا وقبرص واليونان قضايا خلاف شائكة ومتشابكة.. وكلها تجد في سورية مفصلاً هاماً لدينامية حوار وتواصل على أكثر من جانب، و في أكثر من اتجاه ، تحقيقاً للأمل بالوصول بحوض المتوسط ودول المنطقة المجاورة إلى أجواء السلام، والخلاص من الاحتلال « كل أشكال الاحتلال» وتعميق سياسة الحوار.
هذا الدور الكبير الذي تقوم به سورية هو دورها، بعد سنوات من محاولات الضغط لإبعادها عنه .. والذي يبدو واضحاً اليوم كم هو دور سلمي إنساني رائع.
لقد أكدت سورية دائماً أنها لن تتخلى عن دورها في المنطقة، ويبدأ ذلك من تأكيدها على استقلالية قرارها وصيانة سيادتها.. وبعلاقاتها المتميزة مع كل دول الجوار عبر المتوسط وبالاتجاهات الأربعة، كان خياراً موضوعياً مباشراً أن تنظر هذه الدول إلى إمكانية تحقيق دور سوري في حلحلة خيوط التشابك في مشكلات المنطقة كلها.
وسعت سورية .. سعى السيد الرئيس بشار الأسد بكل جدية وإرادة طيبة، وبجهود ملحوظة ليؤدي هذا الدور الذي تنتظره منّا القوى الخيرة في المنطقة والعالم ... والذي يضع الجهود السياسية السورية على سكة السلام العالمي.
a-abboud@scs-net.org
تعليقات الزوار |
|
جمال السوري - البحرين |    | 25/06/2009 02:11 |
السيد اسعد مقال رائع عن الدور السوري . إلا أنني اقول بأنه لا أحد يستطيع إبعاد سوريا عن موقعها التاريخي والجغرافي المعروف . لقد فشلوا فشلاً ذريعاً . وها هم يعودون الى سوريا يطلبون ودها ورضاها نظراً لإحكام سيطرتها على اقفال ومفاتيح الحل والعقد في الشرق الاوسط . وايضاً لكونها مركزاً تجارياً واسعاً وواعداً . فإلى الامام يا سورية ... |
|
أيمن الدالاتي - الوطن العربي |  dalatione@hotmail.com | 25/06/2009 02:40 |
كلما هدأت وحشية الراعي الأمريكي, فإن العالم يأتي إلى سورية, فمتى يأتي الأشقاء إلى سورية العربية؟, وإلى متى يرى الجيران من الأصدقاء كتركيا وإيران فضائل سورية وإنسانيتها وموضوعيتها, ولايراها الإخوة والأشقاء والأقرباء؟. |
|
مراد طوشة |  towshaone@yahoo.com | 25/06/2009 15:12 |
المعلق أيمن دالاتي أصاب كبد الحقيقة . وغير ذلك لن يحدث . |
|
المهندس / محمد المفتاح - الرقة ومقيم في الرياض |  almoftah_2005@hotmail.com | 25/06/2009 23:29 |
الأستاذ / أسعد عبود ، تحية وبعد :
في التعليق السابق عن الدور السوري تحدثتُ عن كيفية تحوّل سورية من مركز تجاذب إلى مركز جذب ، وفي تعليق اليوم أود التأكيد على نقاط عدّة أرى أنّها تعزز الخط البياني التصاعدي للدور السوري الإقليمي والدولي ، وبهذا أقول :
1 - السياسة الخارجية السورية التي يرسمها السيد الرئيس بشار الأسد هي بحاجة إلى هذا الفريق السياسي الذي يقوده الوزير المعلم ، ليسهر على التنفيذ بشكل ممنهج ومدروس ؛
2 - تدرك الحكومة والفريق الإقتصادي فيها أن الدور الخارجي لسورية منوط تصاعده بإقتصاد قوي وخطط خمسية ناجحة ؛
3 - السلك الديبلوماسي ممثلاً بالسفراء والقناصل يدرك أنّه صورة الوطن في الخارج ، وما يدعو للإطمئنان هو أننا لم نعد نسمع بمنصب السفير الذي هو (جائزة ترضية) لوزير سابق أو مسؤول سابق ؛
4 - حراك الفريق الحكومي في الداخل والخارج يجب أن يرتقي إلى مستوى الحراك السياسي للرئيس الأسد ؛
5 - إعلامنا بتنوعه يجب أن يرتقي في الأداء إلى مستوى بلدنا ؛
6 - مراكز الدراسات الاستراتيجية يجب أن تواكب الخط التصاعدي للدور السوري ، وتصبح جزءاً من هذا الدور .
|
|
محمد مازن |    | 26/06/2009 11:08 |
لقد استطاع السيد الرئيس بشار الاسد ان ينقل الدور السوري من الاطار الاقليمي الى الاطار الدولي و هذا واضح من اتساع دائرة الحركة التي يقوم بها السيد الرئيس, المميز في هذه الحركة انها حركة ذات اهداف قومية ووطنية صافية وهي ليست في خدمة اي اجندة خارجية. الشئ الذي يستحق الاشادة أن سوريا تهيئ بنيتها التحتية كي تكون جاهزة عندما يحين قطاف ثمار هذه الحركة. |
|
نبيل طويشة  |  twaisha@yahoo.com | 27/06/2009 15:28 |
ومتى كانت هذة الحقيقة غائبه عنهم عبثا يحاولون ولكن هيهات هيهات . |
|
|