تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


كلام على الكلام « 2 »

معاً على الطريق
الأربعاء 29-6-2016
أنيسة عبود

لا أعرف لماذا نضطر – نحن الكتاب – لنعيد كتابة الموضوع أكثر من مرة ..هل نضبت أفكارنا وأخيلتنا أم نحن نحب التكرار؟

يبدو أنه لا بد من التكرار حتى نذكّر المهتمين بقضايا توجعنا منذ سنوات طويلة, لكن لا أحد يرد ولا أحد يريد أن يرد.. سننتظر ربما بعد أن يترك المسؤول مكتبه وكرسيه الدوار سيرد.. وعند ذلك سيجد لنفسه عذراً بأنه لم يعد صاحب القرار.‏

طبعاً.. سنبتسم بخبث .لأننا نعرف الجواب .ولكن لن نجادل من مبدأ – ارحموا عزيز قوم ذل – لكن من الملفت فعلاً أن مسؤولينا يزدادون صراحة ووضوحاً وجرأة بعد أن يتركوا كراسيهم ..وأحيانا يعترفون بأخطائهم – مثل المفكر سعد الحريري ؟؟؟- وعلى ذكر المفكرين..لا بد من التذكير بأن بلدنا مليء بالمفكرين.. ولكن لا أحد يدري ما الذي يصيبهم بعد أن يشتهروا و يشموا رائحة الصهيونية.. إذ يصبح معظمهم – مثل أمين المعلوف – متسامحين, امميين, وكلمة فلسطين لا يتحسسون منها ولا يصابون بالدوار عندما يقرؤون التاريخ العتيد ..لكن احياناً معهم حق ..طالما أن حماس في غزة تشكر السفاح أردوغان في أنقرة والباقي يعرفه الشرفاء ؟‏

ليست المشكلة ألا تعرف ..لكن المشكلة أن تعرف وتسكت.أو أن تعرف ولا تقدر أن تفعل شيئاً.. عندئذ.. ستشعر بأنك مهزوم وتخون نفسك ومبادئك..ولكن ليس كل الناس هكذا .البعض يعتبر أن اللف والدوران هو الأسلوب الأقدر على حل المشكلة.. لذلك يمكن لنا أن نرى الكثير من أصحاب المسؤوليات يبيعوننا الكلام والنظريات الطنانة.وعندما يجد الجد نجدهم في مكان آخر.‏

لا أظن أحداً من السوريين يعرف لماذا تضاعفت الأسعار بين ليلة وضحاها بعد الحملة الإعلامية المكثفة حول هبوط سعر الدولار وبالتالي هبوط سعر المواد التموينية.؟‏

هل نحتاج دائماً إلى مثل هذه (البروباغندا) قبل الزيادة الهائلة للأسعار ؟‏

المحزن .ليس جوع الناس والحياة القاسية التي يعيشونها بعد أن كانوا في نعيم..المحزن أن كل مشاريع المستقبل توقفت ولم يعد أمامنا إلا التفكير بالخبز والسكر والرز والسلع المغشوشة. لكننا مجبرون على الشراء فالجوع كافر.‏

ولأن الجوع قاهر .نشتري الألبان المغشوشة .ونشتري اللحمة المغشوشة ونعرف بان دمها فيها..فمن يحاسب من؟ ومن يراقب من؟ إن المواطن العادي لا تحميه الدولة إذا مااشتكى.ولا تقف إلى جانبه إذا تشجع وفضح فاسداً.بل سيرتد العقاب عليه.. وإلا كان ركاب السرافيس من الطلبة أول من يشتكي.‏

مرة شكوت لأحد المسؤولين الزراعيين بأن البحث الزراعي الذي عملت عليه سنوات عديدة سرقوه وحاضروا به في أسبوع العلم ولم أسمع. فما كان من المسؤول إلا أن هزّ رأسه متأسفاً فشعرت بالرضا وكأن حقي وصلني .لكن الذي وصلني كان نقلي إلى مكان آخر.‏

مع ذلك لم أتوقف عن الشكوى لكن الشكوى التي تعني النقد وفضح الفاسدين لأن الشكوى لغير الله مذلة.‏

قد لا يرد المسؤول..لكنه بعد أن يحال على التقاعد لا بد من أنه سيتذكر ولو لمرة واحدة مواقفه غير المبررة.وسيتذكر أكثر عندما يحتاج مساعدة الناس.وهنا لا أقصد المساعدة المادية.لأنه لن يخرج على التقاعد إلا ولديه قصر وسيارات ورصيد محترم وشاليه..وهذا ما يميزه عن زملائه وأقرانه وجيرانه.‏

يكون المسؤول في بداية عمله متحمساً وخدوماً ويتحدث بالشأن العام والإخلاص ..ثم شيئاً فشيئاً ينسى وعوده وتواضعه ويبتعد عن الشارع وعن ضوضائه فينسى أنه موجود في مكانه من أجل الناس وخدمة الناس. يبتلعه الروتين.. ويبتلع هو قضايا الناس بعد أن يسد أذنيه بالطين والعجين.‏

لذلك..ضروري جداً أن يتغير المسؤول كل فترة حتى لا يصاب بالملل والتخمة ويظن أن المؤسسة التي يديرها هي من بقايا أملاك والده.‏

بعض المديرين يستولون على مكاسب المؤسسة وعلى كل الدورات والمنح والدعوات إلى المؤتمرات العربية والدولية ..فهو وحده الكفء ووحده الذي يستحق أن يشارك.ولو كان في مؤسسته آلاف الموظفين..وإذا لم تصدقوا ما أقول..فلدي أمثلة كثيرة..وأستطيع أن أسردها بالاسم .لكن لكل مقام مقال.ومقال اليوم للتلميح وليس للتصريح ..وكما قيل – اللبيب من الإشارة يفهم.‏

بالتأكيد فهمتم لأنكم مثلي مثقلون بالخيبة.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 أنيسة عبود
أنيسة عبود

القراءات: 711
القراءات: 856
القراءات: 762
القراءات: 722
القراءات: 768
القراءات: 677
القراءات: 704
القراءات: 908
القراءات: 955
القراءات: 785
القراءات: 763
القراءات: 801
القراءات: 792
القراءات: 879
القراءات: 782
القراءات: 771
القراءات: 763
القراءات: 846
القراءات: 755
القراءات: 905
القراءات: 770
القراءات: 821
القراءات: 900
القراءات: 981
القراءات: 785

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية