مثلما لم يسعف مدير الترويج والتسويق في وزارة السياحة جهاز العرض الذي أراد أن يوضح من خلاله الرؤية الجديدة للترويج السياحي في فندق لاميرا مؤخراً أمام حشدٍ سياحي ليرى ويسمع، ولكن فوجئ الجميع أنَّ الجهاز كان معطّلاً، فلم يستطع الحشدُ أن يرى شيئاً وكان السماع مربكاً ..! ومثلما البحر يبدو كأننا عميان عنه، بدت الرؤية الجديدة للترويج كأنّ الحاضرين عميان عنها ..!
كم يشبه هذا المشهد المحرج، مشهد سياحتنا .. بل سياحتهم، لأن السياحة في بلادنا لا تعنينا، وذلك من منحى قسري لا اختيار فيه، هي تهمّنا، ونتمنّاها وننشدها، وننشدُّ إليها، ولكنها لا تعنينا لأننا غير قادرين على ممارستها ولا الاستمتاع بها، وهذا ليس باختيارنا، وإنما نحن مجبورون عليه أمام عجزنا الأكيد عن أداء نفقاتها الخيالية، فما تبقّى من شاطئ البحر في اللاذقية نراه محاطاً بالمنشآت السياحية والنوادي والمطاعم، وبالشاليهات، ولكن ما الفائدة.. فالقدرة معدومة لارتيادها ..؟!
من غير المعقول أن يكون وسطي الليلة في منتجع الشاطئ الأزرق لا تقل تكلفتها عن عشرين ألف ليرة، أي أنّ إقامة أسبوع تحتاج إلى 140 ألف ليرة، ومن غير المعقول أيضاً أن تصل أجرة الشاليه في اليوم إلى 10000 ليرة، أي في العشرة أيام إلى 100 ألف ليرة ..! فما هذه السياحة ..؟ ولمن هي ..؟! هل يُعقل أن تكون هذه الأسعار للمواطنين السوريين ..؟
أرهقتنا وزارة السياحة وهي تحكي عن السياحة الداخلية، وسعيها لتنشيط السياحة الداخلية، وأنها تضع الخطط والبرامج لدعم السياحة الداخلية، ولكن أين ..؟ وكيف ..؟ أعتقد أنَّ أحداً لا يعلم ..!
بالأمس ذهبت إلى المدينة السياحية في اللاذقية، بحثاً عن ملاذٍ سياحي، وكنتُ على يقين أنني سأجد ضالّتي من شدّة الترويج والتسويق للسياحة الداخلية، ولكنني عدتُ مرعوباً من تلك الأسعار، ومشبعاً بالإحباط، المكلّلِ بالمستحيل، فتعطّل الأمل بملاذي، كما تعطّل جهاز العرض.